بريطانيا: روسيا وراء كبرى عمليات القرصنة الإلكترونية بالعالم
اتهمت بريطانيا يوم أمس الخميس الاستخبارات العسكرية الروسية بالوقوف وراء ما لا يقل عن تسع عمليات قرصنة إلكترونية كبرى شهدها العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
ووفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، استطاع المركز الوطني البريطاني للأمن الإلكتروني أن يُحدّد أن أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية تقف وراء العديد من الهجمات التي ارتُكبت بكل أنحاء العالم من جانب مهاجمين إلكترونيين معروفين.
وأشارت إلى أن هذه الهجمات الإلكترونية التي شُنّت بشكل "عشوائي" قد "أثّرت على مواطنين في العديد من الدول، بما في ذلك روسيا، وكلفت الاقتصادات الوطنية" الملايين من الأموال.
وبيّنت أن هذا الهدف من هذه القرصنة تقويض الديمقراطيات الغربية من خلال نشر حالة من البلبلة في كل المجالات بدءا بالرياضة والنقل وانتهاء بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.
شبكة متسللين
ووصف تقييم بريطاني استند إلى عمل المركز الوطني للأمن الإلكتروني المخابرات العسكرية الروسية (جي آر يو) بأنها معتد إلكتروني خبيث استخدم شبكة من المتسللين لبث الفرقة في أنحاء العالم.
وقالت لندن إنه من شبه المؤكد أن المخابرات العسكرية الروسية كانت وراء هجمات "باد رابيت" الإلكترونية وتلك التي تعرضت لها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عام 2017، وكذلك اختراق مواقع اللجنة الوطنية الديمقراطية الأميركية في 2016، وسرقة رسائل بالبريد الإلكتروني من محطة تلفزيون مقرها بريطانيا في 2015.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت "أفعال جي آر يو طائشة وعشوائية.. إنهم يسعون للتقويض والتدخل في الانتخابات في بلدان أخرى".
وأضاف "رسالتنا واضحة، سويًّا مع حلفائنا، سنكشف محاولات جي آر يو لتقويض الاستقرار العالمي وسنرد عليها".
مجموعة قرصنة
من جهته، قال مصدر في الحكومة البريطانية إن أجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية ترتبط بمجموعات قرصنة معروفة، وغالبًا ما تقدم على أنها مقرّبة من السلطات الروسيّة، من بينها "فانسي بير"، و"ساندوورم"، و"سترونتيوم"، و"آي بي تي 28″، و"سايبر كاليفيت"، و"سوفايسي"، و"بلاك إينرجي آكتورز".
ورغم أنه أقل شهرة من جهاز الأمن (كي جي بي) الذي كان قويا يوما في عهد الاتحاد السوفياتي السابق، فقد لعب جهاز المخابرات العسكرية الروسي دورا رئيسيا في أحداث كبرى خلال القرن المنصرم بدءا بأزمة الصواريخ الكوبية وانتهاء بضم شبه جزيرة القرم.
ولجهاز مخابرات العسكرية الروسية عملاء في أنحاء العالم، وهو يرفع تقاريره مباشرة إلى رئيس الأركان العامة ووزير الدفاع. ولا يعلق جهاز المخابرات العسكرية علنا على أعماله. وهيكل الجهاز وعدد العاملين به ومصادر تمويله من أسرار الدولة الروسية.