سخط يعم أوروبا بسبب خاشقجي.. وهذا وعيدهم للسعودية
عبرت قيادات أوروبية بارزة عن غضبها الشديد من السعودية بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في الثاني من الشهر الجاري، ولم يخرج منها أبدا، وسط تهديدات بالرد بقوة على ما جرى.
وأدانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عملية قتل خاشقجي، وقالت -في كلمة لها أمام أعضاء البرلمان البريطاني– إنها تندد بقتله وبأشد العبارات، مطالبة بكشف حقيقة ما حصل له.
ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قتل خاشقجي "بالعمل الوحشي"، مؤكدة أنه "لا صادرات سلاح للسعودية قبل جلاء الحقيقة".
من جهته، أكد وزير خارجية بريطانيا جيريمي هانت أن "زعم السعودية" بأن خاشقجي توفي في مشاجرة غير معقول.
وأضاف أن أي رد بريطاني تجاه القضية سيتطلب انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق.
أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فقال إن ما حصل لجمال خاشقجي يُعد جريمة خطيرة وصادمة. وأكد لودريان -في تصريحات على هامش زيارته لتونس– أن بلاده تطالب بتحقيق جاد وشفاف حول القضية، مشددا على أن فرنسا ستتخذ قراراتها بشأن ما حصل على ضوء نتائج التحقيقات.
وقال الاتحاد الأوروبي إن مستقبل علاقاته مع السعودية سيتحدد في ضوء نتائج التحقيقات النهائية في مقتل خاشقجي.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي لإجراء تحقيق دولي دقيق لكشف ملابسات القتل.
وذكرت متحدثة باسم المفوضية الأوربية -في مؤتمر صحفي في بروكسل– أن الاتحاد يبحث جميع الخيارات، بما في ذلك وقف تصدير الأسلحة للسعودية، لكنها أوضحت أن القرار النهائي يعود للدول المعنية.
وكانت وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل وصفت قتل خاشقجي بأنه "يمثل قمة جبل الرعب الظاهر من انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية"، ووصفت ما جرى "بالجريمة المروعة" التي لن تمر مرور الكرام، وستكون لها تداعيات هائلة تتناسب مع خطورتها، خاصة في ما يتعلق بعلاقة الرياض مع دول الاتحاد الأوروبي، ومنها النمسا.
وذكرت كنايسل أن حكومتها تتابع بقلق بالغ ملاحقة المعارضين للحكم السعودي، وقالت إن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية في العامين الأخيرين وصلت لمستويات مروعة، لا سيما ما يتعلق بزيادة أعداد المعتقلين لأسباب سياسية، وقيام الأجهزة الأمنية بداية يونيو/حزيران الماضي باعتقال أعداد كبيرة من الناشطات اللائي لا لذنب لهن إلا مشاركتهن في مؤتمرات.
وعبرت وزيرة الخارجية النمساوية عن تفهمها الكامل لمطالب أحزاب المعارضة بإجراء مراجعة أمنية لمركز الملك عبد الله لحوار الحضارات الذي أقامته السعودية في فيينا عام 2012 بالعاصمة النمساوية فيينا بهدف الحوار بين الأديان.