فرنسا وألمانيا تحذران من إلغاء اتفاق إيران النووي

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران دون تأمين بديل له سيكون أمرا خاطئاً.
ماكرون: من الخطأ إلغاء الاتفاق النووي مع إيران في غياب بديل (الجزيرة)
حذرت فرنسا وألمانيا من إقدام الولايات المتحدة على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه توصل إلى قرار لكنه يرفض الإفصاح عنه، وردّت إيران بأنها مستعدة لكل السيناريوهات.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن من الخطأ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وذلك بعدما أوضحت إدارة ترمب أن لديها اعتراضات على جوانب من الاتفاق.

وأضاف ماكرون للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "بالنسبة لي يجب أن نحافظ على اتفاق 2015 لأنه اتفاق جيد ويؤمّن مراقبة للوضع الحالي"، مؤكدا أنه "سيكون من الخطأ إلغاء الاتفاق النووي في غياب البديل".

لكن ماكرون اعتبر أن من الضروري إضافة تعديلات إلى الاتفاق يتعلق أحدها بتحسين التحكم في الأنشطة البالستية التي لا يغطيها الاتفاق، والثاني يتناول ما بعد مرحلة العام 2025 لأن اتفاق فيينا لا يغطي ذلك، بينما يتعلق الثالث بإجراء مناقشة مفتوحة مع إيران حول الوضع الحالي في المنطقة.

بدورها، أعربت الحكومة الألمانية عن عدم تفهمها لموقف ترمب الناقد للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران، وقال نائب المتحدث باسمها إن برلين "لا ترى داعيا للمخاطرة مجددا بهذه  الاتفاقية المهمة".

وحذرت أوساط اقتصادية في ألمانيا من إلغاء الاتفاق، وقالت إنه سيكون -إن حدث- "مفاجأة غير سارة للاقتصاد الألماني". 

كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف بلاده الرافض لإلغاء الاتفاق، وقال لصحفيين روس في الأمم المتحدة اليوم إن بلاده قلقة من موقف ترمب، وستدافع عن الاتفاق الذي قوبل بارتياح من جانب المجتمع الدولي بأكمله، وعزز بالفعل الأمن الإقليمي والدولي.

‪ترمب قال إنه توصل إلى قرار لكنه رفض الإفصاح عنه‬ (رويترز)
‪ترمب قال إنه توصل إلى قرار لكنه رفض الإفصاح عنه‬ (رويترز)

غموض ترمب
وكان ترمب قد أعلن اليوم أنه توصل إلى قرار بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبقى طرفا في اتفاق إيران النووي أم لا، لكنه امتنع عن الإفصاح عنه.

وأضافت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي مزيدا من الغموض عندما قالت إن خطاب ترمب أمام المنظمة الدولية أمس يشير إلى عدم سعادته باتفاق إيران النووي، لا إلى قرار بالانسحاب منه.

أما وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون فقال الثلاثاء إنه يجب إجراء تعديلات على الاتفاق النووي المبرم مع إيران، وإلا فإن الولايات المتحدة قد تنسحب منه، مضيفا أن البنود التي تقضي بانتهاء سريان بعض القيود على برنامج إيران النووي تدريجيا تمثل مصدر قلق على نحو خاص.

ويحول الاتفاق الذي أبرمته إيران عام 2015 مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين؛ دون امتلاك طهران أسلحة نووية عبر خضوعها لقيود ومراقبة على برنامجها النووي، مقابل إلغاء الغرب للعقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها. 

إيران تهدد
وردا على تعليقات ترمب، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات إذا انسحب ترمب من الاتفاق النووي، وقادرة على استئناف أنشطتها النووية فورا إذا دعت الضرورة لذلك.

كما اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أنه ينبغي أن تلقى الولايات المتحدة "ردودا موجعة" بعد الانتقاد الحاد الذي وجهه ترمب لطهران في الأمم المتحدة.

المصدر : وكالات