تحذيرات ودعوات للحوار بكلمات زعماء أمام الأمم المتحدة

NEW YORK, NY - SEPTEMBER 19: UN Secretary General Antonio Guterres addresses the United Nations General Assembly at UN headquarters, September 19, 2017 in New York City. Among the issues facing the assembly this year are North Korea's nuclear developement, violence against the Rohingya Muslim minority in Myanmar and the debate over climate change. (Photo by Drew Angerer/Getty Images)
الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد بمشاركة نحو 130 رئيس دولة وحكومة (غيتي)

استمرت أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث نبّه الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى أن العالم يواجه تحديات خطيرة، بينما وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيرات شديدة إلى كوريا الشمالية وإيران، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإطلاق خريطة طريق لحل الأزمة السورية، ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى حوار غير مشروط لحل الأزمة الخليجية.

وفي جلسة افتتاح أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال غوتيريش إن "الاقتصاد العالمي يتكامل بصورة متزايدة، ولكن شعورنا بالمجتمع الدولي ربما في حالة تفكك". وأوضح "المجتمعات ممزقة.. الخطاب السياسي مستقطب.. الثقة داخل الدول وفيما بينها يقودها أولئك الذين يشيطنون الآخرين ويبثون الفرقة". وقال "نحن عالم ممزق. نحن في حاجة لأن نكون عالم سلام".

وفي خطابه الأول أمام حوالي 130 رئيس دولة وحكومة، طالب غوتيريش بوقف العمليات العسكرية ضد أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، ودعا السلطات إلى السماح بدخول المساعدات فورا.

ودعا غوتيريش إلى "عالم خال من الأسلحة النووية"، محذرا من مخاطر اندلاع حرب مع كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن الحل مع بيونغ يانع يجب أن يكون سياسيا.

وقال غوتيريش إن حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية هو السبيل الوحيد للمضي قدما في عملية السلام بالشرق الأوسط.

وأشار غوتيريش إلى أن الجمعية العامة أقرت مبادرته لإنشاء مكتب لمكافحة الإرهاب تابع للأمم المتحدة. ولفت إلى أنه سينظم العام المقبل أول اجتماع للمنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن وقف المظالم سيساعد في اجتثاث جذور الإرهاب.

‪ترمب وجه تحذيرات شديدة اللهجة لكوريا الشمالية وإيران‬ (الجزيرة)
‪ترمب وجه تحذيرات شديدة اللهجة لكوريا الشمالية وإيران‬ (الجزيرة)

ترمب يحذر
من جانبه، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحذيرات شديدة اللهجة إلى كوريا الشمالية وإيران.

وقال ترمب في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن "الولايات المتحدة لديها الكثير من القوة والصبر، لكن إذا تعرض حلفاؤنا للخطر فسندمر كوريا الشمالية تدميرا كاملا". وأضاف أن قيام بعض الجهات بتزويد بيونغ يانغ بالسلاح والمال يهدد بإشعال حرب نووية.

وهاجم الرئيس الأميركي إيران، وقال إن الاتفاق النووي المبرم مع طهران أسوأ الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، ومصدر إحراج لبلاده.

وأشار إلى أن النظام الإيراني يستخدم عائدات النفط لنشر الموت والدمار في الشرق الأوسط وتهديد إسرائيل.

وأكد ترمب أن بلاده مصممة على التصدي لما سماه "التطرف الإسلامي" وقال إن على دول العالم أن تتعاون "للقضاء على أي ملاذات آمنة للإرهابيين ولكشف ومحاسبة الدول التي تدعم وتمول المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وطالبان وحزب الله".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن بلاده "غيرت تماما قواعد الاشتباك في معاركها ضد طالبان وغيرها من الإرهابيين" وحققت ما وصفها بالانتصارات الكبيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وفي حديثه عن سوريا، قال ترمب إن الولايات المتحدة تسعى لتخفيف النزاع في سوريا والتوصل إلى حل سياسي يحترم إرادة الشعب السوري.

‪ماكرون دعا لإطلاق خريطة طريق شاملة لحل الأزمة في سوريا‬  (الجزيرة)
‪ماكرون دعا لإطلاق خريطة طريق شاملة لحل الأزمة في سوريا‬ (الجزيرة)

سوريا وليبيا
من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- إلى إطلاق خريطة طريق شاملة لحل الأزمة في سوريا عبر تأسيس مجموعة اتصال مع الدول الخمس المعنية والبدء في مفاوضات، لأن "الحل سيكون سياسيا وليس عسكريا".

وفي الملف الليبي، قال ماكرون إن بلاده تتحمل مسؤولية إعادة الاستقرار إلى ليبيا بعد سنوات من التدخل العسكري في هذا البلد. وأضاف "علينا أن نتوصل في عام 2018 إلى إجراء انتخابات في ليبيا لإعادة الاستقرار، وسأضع كل طاقتي في ذلك".

وأضاف، في إشارة إلى معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاتفاق النووي، أن رفض هذا الاتفاق من دون اقتراح بديل له سيكون خطأ كبيرا.

وتطرق الرئيس الفرنسي أيضا إلى موضوع التغير المناخي، وقال إن بلاده ستواصل العمل لتطبيق اتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي رغم انسحاب الولايات المتحدة منها.

ودعا ماكرون أيضا إلى الاتحاد في مواجهة ما سماه "الإرهاب الإسلامي" الذي قال إنه ضرب كل القارة الأوروبية.

‪الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعا مجددا إلى الحوار لحل الأزمة الخليجية‬  (الأوروبية)
‪الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعا مجددا إلى الحوار لحل الأزمة الخليجية‬ (الأوروبية)

حصار قطر
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن دول الحصار قامت بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده عبر الضغط على المدنيين بالغذاء والدواء وصلات الأرحام لزعزعة الاستقرار في دولة ذات سيادة، وبيّن أن القطريين يعتبرون هذا الحصار "نوعا من الغدر".

وأضاف أمير دولة قطر أن دول الحصار لم تتدخل في شؤون بلاده فقط، بل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، وتتهم كل من يعارضها في الداخل والخارج بالإرهاب، ملحقة الضرر بالحرب على الإرهاب الذي أكد أن قطر تكافحه بشهادة المجتمع الدولي كله.

وجدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوته إلى حوار غير مشروط لحل الأزمة الخليجية قائم على الاحترام المتبادل للسيادة.

‪أردوغان: استفتاء كردستان العراق قد يطلق شرارة صراعات جديدة في المنطقة‬  (الجزيرة)
‪أردوغان: استفتاء كردستان العراق قد يطلق شرارة صراعات جديدة في المنطقة‬  (الجزيرة)

أردوغان وكردستان
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فدعا في كلمته أمام الجمعية العامة إقليم كردستان العراق للتراجع عن الاستفتاء المزمع إجراؤه، مشيرا إلى أن الاستفتاء على استقلال الإقليم قد يطلق شرارة صراعات جديدة في المنطقة.

وأضاف أردوغان أن بلاده بذلت وستواصل بذل كافة أشكال الجهود السياسية والإنسانية لحل الأزمة في سوريا، ودعا جميع الدول والمؤسسات الدولية التي تركت جميع أعباء 3.2 ملايين لاجئ على تركيا وحدها إلى الالتزام بوعودها.

المصدر : الجزيرة + وكالات