المحامية التي التقت نجل ترمب تمثل المخابرات الروسية
كشفت وثائق قضائية أن المحامية الروسية التي التقت نجل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إبان حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت تمثل وحدة عسكرية تديرها المخابرات الروسية.
وورد في تلك الوثائق أن المحامية مثلت جهاز المخابرات الروسية في قضية تتعلق بملكية عقار شمال غرب موسكو ما بين عامي 2005 و2013.
وقد سعى جهاز العقارات الاتحادي الذي تديره الدولة إلى استعادة ملكية المبنى الذي تشغله الوحدة العسكرية من اثنتين من الشركات الخاصة. وأصدرت محكمة روسية حكمها لصالح جهاز العقارات.
وذكرت أسوشيتد برس في تقريرها أن المحامية لم تشأ التعليق على الخبر رغم رسائل الوكالة المتكررة لها، لكنها نشرت تدوينة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس الجمعة أوضحت فيها أنها مثلت أنواعا متعددة من الموكلين بمن فيهم مواطنون أميركيون وأشخاص كانوا يدافعون عن أنفسهم في قضايا حكومية.
والتقى الابن الأكبر لترمب، وجاريد كوشنر صهر الرئيس وكبير مستشاريه، فسلنيتسكايا في يونيو/حزيران 2016 بعد أن جرى إبلاغهما أن المحامية الروسية قد تزودهم بمعلومات تخص مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.
وأقر نجل الرئيس بأنه التقى المحامية الروسية في ذلك التاريخ في برج ترمب في نيويورك بعد أن وعدته بتقديم معلومات تضر بهيلاري كلينتون.
تصريحات مضللة
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن وكالات المخابرات الأميركية سمعت سفير روسيا في واشنطن وهو يبلغ رؤساءه أنه ناقش أمورا متعلقة بالحملة الانتخابية بما في ذلك قضايا مهمة لموسكو مع جيف سيشنز خلال انتخابات الرئاسة في 2016.
ونسبت وكالة رويترز إلى مسؤول أميركي -لم تذكر اسمه- تأكيده الروايات المتعلقة بالتقاط وكالات المخابرات الأميركية حوارين للسفير سيرجي كيسلياك مع سيشنز الذي كان حينئذ عضوا في مجلس الشيوخ ومستشارا رئيسيا للمرشح الجمهوري دونالد ترمب للسياسة الخارجية.
وقال مسؤول ثان مطلع على هذه المحادثات وتحدث شريطة عدم نشر اسمه إن "السؤال هو ما إذا كان قد تجاوز وناقش معلومات سرية أو تحدث عن صفقات مثل رفع العقوبات إذا كان الروس مهتمين بالاستثمار في الولايات المتحدة أو كانوا يعرفون شيئا سيئا عن الوزيرة (هيلاري) كلينتون".
ولم يكشف سيشنز -الذي يشغل حاليا منصب وزير العدل- في البداية عن اتصالاته مع كيسلياك ثم قال بعد ذلك إن الاجتماعات لم تكن بشأن حملة ترمب.
ونفى سيشنز مناقشة قضايا خاصة بالحملة مع المسؤولين الروس، وقال إنه لم يلتق كيسلياك إلا بوصفه عضوا في مجلس الشيوخ.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن سيشنز أدلى بتصريحات "مضللة" "تتناقض مع أدلة أخرى".
وقالت الصحيفة إن مسؤولا سابقا قال إن معلومات المخابرات تشير إلى أن سيشنز وكيسلياك أجريا مباحثات "موضوعية" بشأن أمور من بينها مواقف ترمب إزاء قضايا لها صلة بروسيا ومستقبل العلاقات الأميركية الروسية في ظل إدارة ترمب.
ولا شك في أن هذا التقرير سيزيد الضغوط على سيشنز الذي يبدو بقاؤه في منصبه مهددا بعد أن وجّه له ترمب انتقادات لاذعة في مقابلة مع نيويورك تايمز أعرب فيها عن أسفه لتعيينه.
لكن سيشنز قال إنه يعتزم البقاء في منصبه.
ويأخذ الرئيس الأميركي على سيشنز إدارته لمسألة الاشتباه في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية ولا سيما أنه قرر عدم الإشراف على تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في القضية التي يُتهم مقربون من ترمب بالتورط فيها.
ونأى سيشنز بنفسه عن القضية في مارس/آذار الماضي بعد الكشف عن حصول لقاء بينه وبين سفير موسكو خلال الحملة وبعد أن قال خلال جلسة تثبيته في منصبه إنه لم يلتق أي مسؤول روسي في تلك الفترة.