دقيقة صمت وتواصل التحقيقات بهجوم مانشستر
وتجمع الكثير من المتعاطفين مع الضحايا صباح اليوم في ساحة سانت آن في مانشستر وأماكن أخرى في جميع أنحاء بريطانيا.
وزارت الملكة إليزابيث الثانية صباح الخميس جرحى الهجوم، بحسب الصور التي بثها التلفزيون البريطاني.
وقال قائد شرطة مانشستر إيان هوبكنز إن الشرطة البريطانية نفذت اعتقالات مهمة وعثرت على أدوات ذات أهمية للتحقيق في الهجوم.
وتحتجز شرطة مانشستر ثمانية أشخاص، وأطلقت سراح امرأة اليوم دون توجيه اتهامات لها.
وقال مصدر مطلع على التحقيق إن منفذ الهجوم الليبي سلمان عبيدي ربما صنع القنبلة بنفسه أو بمساعدة شريك له. وأضاف "لا يزال التركيز ينصب على البحث عن شركاء في الهجوم وعن الشبكة لكنه ربما صنع القنبلة بنفسه". ويخشى بعض المحققين أن يكون هناك خبير في صنع القنابل طليقا.
تحركات المهاجم
وبالتزامن مع ذلك كشف تقرير صحفي أن عبيدي (22 عاما) كان في ألمانيا مرتين على الأقل خلال الأعوام الماضية.
وأوضح موقع "فوكوس أونلاين" الإخباري الألماني نقلا عن دوائر أمنية في برلين، أن عبيدي سافر من مدينة دوسلدورف الألمانية إلى مانشستر قبل أربعة أيام من تنفيذ الهجوم الذي شهدته المدينة البريطانية خلال حفل موسيقي.
وأضاف الموقع أن عبيدي كان قد سافر أيضا من مدينة فرانكفورت الألمانية إلى بريطانيا عام 2015، لافتا إلى أنه على ما يبدو أنه كان قد تلقى تدريبا شبه عسكري في سوريا قبل ذلك، بحسب ما أوضحه مقر الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" للمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم بألمانيا.
ووفقا للتقرير الصحفي، لم يكن عبيدي مدرجا في أنظمة ملاحقة دولية، ولم يكن مدرجا أيضا على أية قائمة مراقبة يتم بمساعدتها تسجيل تحركات مشتبه فيهم.
ويسعى المحققون إلى جمع معلومات عن آخر تحركات عبيدي، المولود في بريطانيا والذي ترك الجامعة قبل أن ينهي دراسته، وكان والداه قد فرّا من نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وفي تطور آخر وصلت وحدات تفكيك المتفجرات إلى جامعة في مانشستر الخميس استجابة إلى نداء تلقته من المكان، بحسب ما أفاد بيان للشرطة، لكن تبيّن لاحقا إنه إنذار خاطئ.
وقالت الشرطة إن "طردا اعتبر مشبوها، تبين الآن أنه آمن" وتم رفع الطوق الأمني.
حالة التأهب
يأتي ذلك في وقت عقدت فيه الحكومة البريطانية اجتماعا لمجموعة الاستجابة للطوارئ، التي تضم رئيسة الوزراء تيريزا ماي وكبار الوزراء ومسؤولي الأجهزة الأمنية، بمقر الحكومة في لندن. وهذا هو الاجتماع الرابع من نوعه في أقل من يومين.
وقررت ماي الإبقاء على حالة التأهب الأمني في البلاد عند الدرجة القصوى التي تعني أن هجوما إرهابيا ربما بات وشيكا.
وكانت أعداد من قوات الجيش قد انتشرت أمس للمساعدة في حماية المواقع والمنشآت الحيوية في العاصمة ومختلف المدن. كما قالت ماي إنها ستشدد في لقائها بالرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ضرورة ضمان عدم تسرب المعلومات الاستخباراتية التي تتشاركها بلادها مع واشنطن.
و"نظرا إلى التهديد" المحدق بالبلاد، قررت رئيسة الوزراء البريطانية اختصار مشاركتها في قمة مجموعة الدول السبع في إيطاليا، حيث من المقرر أن تعود إلى بريطانيا مساء الجمعة بدلا من السبت، حسبما أعلن مسؤول بريطاني كبير.
من جهته قال زعيم حزب الاستقلال اليميني البريطاني بول ناتل إنه من دون الإرادة السياسية لاتخاذ قرارات صعبة وضبط حدودنا سوف تزداد الأمور سوءا.
وطالب ناتل في كلمة له خلال الإعلان عن البرنامج الانتخابي لحزبه قبل اقتراع يونيو/حزيران المقبل بنزع الجنسية البريطانية عن الأشخاص الذين يسافرون للخارج للقتال في صفوف تنظيم الدولة.
وكان ناتل قال أمس في تصريحات صحفية إن التطرف الإسلامي يمثل سرطانا يجب استئصاله.