الصين وروسيا تحذران من عواقب كارثية لضرب كوريا الشمالية

China's Foreign Minister Wang Yi speaks at a Security Council meeting on the situation in North Korea at the United Nations, in New York City, U.S., April 28, 2017. REUTERS/Stephanie Keith
وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال خلال الجلسة إن استخدام القوة لا يحل الخلافات (رويترز)

حذرت الصين وروسيا مما وصفتاه بعواقب كارثية لضربة عسكرية محتملة ضد كوريا الشمالية، في حين دعت الولايات المتحدة إلى فرض مزيد من العقوبات على بيونغ يانغ بسبب رفضها وقف تجاربها الصاروخية والنووية، وأكدت أن الخيار العسكري لا يزال على الطاولة.

فخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت اليوم الجمعة على مستوى وزراء الخارجية بدعوة من الولايات المتحدة بوصفها الرئيسة الحالية للمجلس، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن استخدام القوة لا يحل الخلافات، ولن يؤدي إلا إلى كوارث كبرى.

وعرض وانغ مسارا لحل الأزمة الراهنة التي تنذر بمواجهة عسكرية في شبه الجزيرة الكورية، فقد اقترح وقف أنشطة كوريا الشمالية النووية، بالتزامن مع وقف التصعيد العسكري المقابل تمهيدا لإجراء محادثات، في إشارة إلى التحركات العسكرية الأميركية سواء منها المناورات العسكرية ونشر نظام ثاد الصاروخي في كوريا الجنوبية، أو استقدام حاملة الطائرات "كارل فنسون".

وقبل انطلاق الجلسة قال الوزير الصيني إن الحوار والتفاوض للتوصل لحل لأزمة الملف النووي الكوري الشمالي هو الخيار السليم الوحيد الواقعي.

من جهته، وصف غينادي غاليتوف نائب وزير الخارجية الروسي خلال جلسة مجلس الأمن الاستخدام المحتمل للقوة ضد كوريا الشمالية بغير المقبول تماما، وحذر من أن اللجوء إلى هذا الخيار قد يؤدي إلى مسار كارثي.

‪تيلرسون قال إن بلاده لن تتفاوض مع بيونغ يانغ قبل أن تمتثل للقرارات الدولية‬  (رويترز)
‪تيلرسون قال إن بلاده لن تتفاوض مع بيونغ يانغ قبل أن تمتثل للقرارات الدولية‬  (رويترز)

عقوبات مشددة
وفي كلمته بالجلسة ذاتها، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن كل خيارات الرد على كوريا الشمالية يجب أن تبقى فوق الطاولة، بما فيها الخيار العسكري، إن اقتضت الضرورة ذلك.

وكرر أن سياسة الصبر الإستراتيجي انتهت، ودعا إلى فرض عقوبات اقتصادية على بيونغ يانغ، ردا على استمرارها في التجارب الصاروخية، وسعيها على ما يبدو لإجراء تجربة نووية سادسة.

وأكد تيلرسون أن بلاده لن تتفاوض مع كوريا الشمالية، ولن تكافئها على سلوكها وعلى انتهاك قرارات مجلس الأمن. وقال إن على كوريا الشمالية أولا أن تظهر نية حسنة، وأن تخضع بشكل كامل للقرارات الدولية.

واعتبر الوزير الأميركي أن هناك خطرا حقيقيا لهجوم نووي كوري شمالي على اليابان أو كوريا الجنوبية، وضرب الأراضي الأميركية، وقال إن ذلك ربما يكون مسألة وقت. كما طالب بإجراءات تشمل قطع العلاقات لتعزيز عزلة كوريا الشمالية، لكن الأمم المتحدة أبدت معارضتها لهذه الدعوة.

وكان تيلرسون قال أمس إن الصين مستعدة لفرض عقوبات على جارتها في حال أجرت تجربة نووية سادسة، وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن واشنطن تريد من مجلس الأمن الدولي أن يوجه رسائل إلى بيونغ يانغ، وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي دفع اليوم باتجاه مزيد من العقوبات تتعلق بعزل بيونغ يانغ ماليا واقتصاديا.

كما قال المراسل إن إستراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تكمن في ممارسة مزيد من الضغوط وعدم الانتظار حتى تطور بيونغ يانغ أسلحة نووية أو صواريخ تطال الأراضي الأميركية.

ونقل عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن مجلس الأمن أصدر العام الماضي قرارين وعقد 11 جلسة طارئة، ولكن ذلك لم يمنع كوريا الشمالية من مواصلة تطوير برامجها الصاروخية والنووية. ودعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى احتواء التوتر في شبه الجزيرة الكورية، ونزع فتيل أي صدام محتمل.

المصدر : الجزيرة + وكالات