الاستطلاعات ترجح فوز ماكرون ومصير الأب هاجس لوبان

PARIS, FRANCE - APRIL 23: Founder and Leader of the political movement 'En Marche !' Emmanuel Macron speaks after winning the lead percentage of votes in the first round of the French Presidential Elections at Parc des Expositions Porte de Versailles on April 23, 2017 in Paris, France. Macron and National Front Party Leader Marine Le Pen, who received second largest vote, will compete in the next round of the French Presidential Elections on May 7 to decide the next
جبهة وطنية فرنسية تتشكل لدعم ماكرون (غيتي)
رجحت استطلاعات الرأي العام الفرنسي فوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية مارين لوبان بالجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي استبقتها لوبان بتصعيد هجومها على منافسها مشككة في وطينته متجاهلة الدعم الذي يحظى به لدى أغلبية القوى السياسية في فرنسا.

ويخوض ماكرون الجولة الثانية ضد لوبان يوم السابع من مايو/أيار المقبل بعد حصولهما على المركزين الأول والثاني على التوالي بالجولة الأولى الأحد الماضي، وسيشارك المتنافسان في مناظرة تلفزيونية في الثالث من الشهر المقبل.

وقبل أسبوعين من جولة الحسم، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيفوز في تلك الجولة بنسبة 61% على الأقل، بعد تعهد مرشحين خاسرين بدعمه لإحباط برنامج لوبان المعارض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين.

وأشارت استطلاعات للرأي إلى أن الفوز المحتمل لماكرون خفف قلق المستثمرين من تعهدات لوبان بالتخلي عن اليورو. وكان كثيرون يشعرون بالقلق من صدمة أخرى على غرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ولامس اليورو أعلى مستوياته في خمسة أشهر، وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2%. وأبدت الأسواق العالمية ارتياحها إزاء نتائج الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية.

وألقى الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند بثقله خلف وزيره السابق ماكرون، وحث الناخبين أمس على دعمه بجولة الإعادة، وقال إن سياسات لوبان مثيرة للانقسام ومهينة لقطاعات من الشعب.

وحذر الرئيس من لوبان قائلا "إن وجود أقصى اليمين في الجولة الثانية خطر على البلاد. وبناء فرنسا ووحدتها وعضويتها في أوروبا ومكانتها في العالم على المحك الآن".

‪مظاهرات في قلب باريس ضد وصول لوبان إلى الإليزيه‬  مظاهرات في قلب باريس ضد وصول لوبان إلى الإليزيه (رويترز)
‪مظاهرات في قلب باريس ضد وصول لوبان إلى الإليزيه‬  مظاهرات في قلب باريس ضد وصول لوبان إلى الإليزيه (رويترز)

هواجس لوبان
وبدأت تتشكل "جبهة جمهورية" لقطع الطريق أمام لوبان، ودعت غالبية الطبقة السياسية الفرنسية سواء من اليمين أو اليسار إلى "تشكيل حاجز" في وجه اليمين المتطرف.

وتجمع مئات الأشخاص بساحة الجمهورية في باريس مساء أمس تعبيرا عن معارضتهم للوبان واستعدادهم لبذل كل ما هو ممكن لمنعها من الوصول لقصر الإليزيه.

في المقابل، أعلنت لوبان في وقت متأخر أمس أنها ستحصل على إجازة من قيادة حزب الجبهة الوطنية للتركيز على حملتها، وقالت لتلفزيون "فرانس2" إنها ستشعر بحرية أكثر وفوق كل هذا "سأشعر أني فوق سياسات الحزب وهو ما أراه مهما".
 
وظلت لوبان على مدار شهور تؤكد أنها ليست مرشحة الجبهة الوطنية، ولكنها مرشحة تحظى بتأييد الجبهة. ونأت بنفسها منذ فترة طويلة عن والدها جان ماري الزعيم السابق للجبهة ولم تضع اسم الحزب ولا شعاره على لافتاتها الانتخابية.
 
وافتتحت مرشحة اليمين المتطرف معركة الجولة الثانية بالتأكيد على التهديد المستمر للتشدد الإسلامي منذ عام 2015، وقالت إن أقل ما يقال عن ماكرون ذي الـ 39 عاما إنه "ضعيف" في هذه المسألة.
 
ووعدت لوبان بتعليق اتفاقية الحدود المفتوحة للاتحاد الأوروبي، وطرد الأجانب المسجلين على قوائم المراقبة بأجهزة المخابرات.

وذكرت أن منافسها ليس وطنيا على الإطلاق "فهو لا يدافع عن أي أثر وطني بأي مجال سياسي" ووصفته بأنه "هستيري ومؤيد بتعصب لأوروبا، يؤيد الحدود المفتوحة، ويقول إنه لا يوجد شيء اسمه الثقافة الفرنسية، وليس هناك مجال واحد تظهر فيه أية ذرة من الوطنية لديه".
 
ويتوقع أن يكون مصير لوبان مثل والدها عندما وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، قبل أن يتلقى هزيمة ساحقة نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره عنصرية ومعادية للسامية.

المصدر : وكالات