مؤتمر فلسطينيي ألمانيا.. تذكير بقضية ومأساة شعب

مؤتمر فلسطيني ألمانيا شهد الإعلان عن عقد مؤتمري فلسطيني الخارج بتركيا وفلسطيني أوروبا بهولندا. الجزيرة نت
مؤتمر فلسطينيي ألمانيا شهد الإعلان عن عقد مؤتمري "فلسطينيي الخارج" بتركيا و"فلسطينيي أوروبا" بهولندا (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-برلين 

شدد متحدثون بالمؤتمر السنوي للتجمع الفلسطيني بـألمانيا على أهمية مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي سينطلق السبت القادم بمدينة إسطنبول التركية، كما دعا آخرون لاستخدام المنطق وحقائق التاريخ والواقع بتعريف الغرب بمأساة الفلسطينيين ومعاناتهم من سلب أرضهم وإحلال شعب آخر مكانهم.
 
ويمثل التجمع الفلسطيني أحد أكبر المؤسسات الفلسطينية العاملة بالساحة الألمانية. وقال رئيسه د. سهيل أبو شمالة إن المؤتمر يهدف لربط نحو 100 ألف فلسطيني يعيشون بألمانيا بقضيتهم المركزية، وإبقاء هذه القضية حية لدى الأجيال الجديدة.
 
وفي حديثه للجزيرة نت، دعا أبو شمالة الحكومة الألمانية للسعي بجدية لفك الحصار المفروض منذ أكثر من عشرة أعوام على قطاع غزة، و"تطوير إدانتها لقانون تبييض الاستيطان لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لعمل يضغط باتجاه إلغاء هذا القانون".

وتحدث رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين بأوروبا منذر رجب عن الأوضاع الصحية للفلسطينيين بالأراضي المحتلة. وقال إن التداعيات المروعة للحصار والحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تبدو ظاهرة بارتفاع معدلات الأمراض المزمنة والنفسية، وتفاقم معاناة الجرحى والمصابين وتردي مستوى العلاج والرعاية الصحية هناك.

وأوضح رجب أن التشوهات والعيوب الخلقية بالأعضاء والأجهزة المهمة بأجسام المواليد ارتفعت من 40 حالة لكل ألف طفل قبل عام 2006، إلى 100 لكل ألف بزيادة 150% بعد عدوان عام 2014. وأشار إلى أن وجود 35 مادة مسرطنة بتربة قطاع غزة من مخلفات الأسلحة الإسرائيلية زاد من معدل هذه التشوهات وأضر بصحة 25% من السكان.

‪رجب تحدث عن الأوضاع الصحية للفلسطينيين بالأراضي المحتلة‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪رجب تحدث عن الأوضاع الصحية للفلسطينيين بالأراضي المحتلة‬ (الجزيرة-أرشيف)

مرضى السرطان
وقال رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين بأوروبا إن عدم وجود مستشفيات لعلاج الأورام بالقطاع الفلسطيني المحاصر، جعل الجراحة الوسيلة الوحيدة لعلاج مرضى السرطان، الذين ارتفعت أعدادهم هناك من 945 عام 2009 إلى 1502 بعد عام 2014.

ولفت إلى أن تردي الأوضاع الصحية بغزة بسبب حصار وحروب إسرائيل رفع نسبة حالات الاكتئاب هناك إلى 55%، وجعل 500 ألف طفل -يمثلون نصف عدد الأطفال هناك- بحاجة لدعم نفسي وإعادة تأهيل.

وأشار رئيس التجمع اليورو-متوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده للآثار الإيجابية التي لمسها لأكثر من فعالية جرت بشوارع المدن الأوروبية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014 على قطاع غزة، على السكان هناك أثناء وجوده بينهم وقت العدوان.

وقدر رئيس الشبكة الأوروبية لفلسطينيي سوريا أمين أبو راشد عدد الفلسطينيين الذين وصلوا الاتحاد الأوروبي من سوريا إلى 100 ألف شخص، أصبحوا يمثلون نسبة 25% من الفلسطينيين بدول الاتحاد، وأشار إلى أن هؤلاء القادمين يمثلون مجتمعا كاملا من كل الشرائح الفلسطينية.

واعتبر أبو راشد أن من يتحدثون عن قبول الفلسطينيين لدولة بغزة أو سيناء يفترون الكذب، مشددا على تمسك الفلسطينيين بـفلسطين التاريخية الممتدة على 27 ألف كم مربع من النهر إلى البحر.

‪الإعلامية غادة عويس دعت الفلسطينيين بالغرب لاستخدام حقائق التاريخ بشرح مأساتهم لمجتمعاتهم‬ (الجزيرة)
‪الإعلامية غادة عويس دعت الفلسطينيين بالغرب لاستخدام حقائق التاريخ بشرح مأساتهم لمجتمعاتهم‬ (الجزيرة)

حديث الحقائق
من جهتها، دعت الإعلامية بقناة الجزيرة الزميلة غادة عويس الفلسطينيين بأوروبا والولايات المتحدة لتفنيد الادعاءات الإسرائيلية حول مأساتهم بالمنطق والحقائق التاريخية.

كما اعتبر رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا ماجد الزير أن هذا المؤتمر يمثل جسما شعبيا يحتاجه الفلسطينيون بمواجهة الانهيار العربي والإسلامي الراهن، مشيرا إلى أن المؤتمر يتكامل ويضيف لـمنظمة التحرير الفلسطينية ولا يحل مكانها أو يزاحمها.

وفي كلمة باللغة الألمانية، قال نائب رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ عبد الفتاح مورو إن معاناة سكان برلين من الاحتلال سيجعلهم أكثر تفهما، مؤكدا أن أسوأ إرهاب هو أن تسلب من الإنسان أرضه.

مورو: حقائق التاريخ والواقع كذبت ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)
مورو: حقائق التاريخ والواقع كذبت ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)

وذكر مورو أن مشروع احتلال أراضي الفلسطينيين ساقط لاستناده للتاريخ بتبرير السلب، موضحا أن العالم الذي يحمي أصحاب هذا المشروع رفض منطقهم. واعتبر أنه لو كانت الأراضي تملك بادعاءات تاريخية، لعادت أسرة هابسبورغ النمساوية لحكم برلين ولعاد العرب لحكم صقلية والأندلس.

ورأى مورو أن "ادعاء محتلى الأراضي الفلسطينية أنهم جاؤوا بالديمقراطية والتنوير وسط العرب الهمج، فضحته إقامتهم دولة ميز عنصري ميزت السكان حسب العرق والانتماء وحمت سراق الأراضي". وخلص إلى أن فلسطين قضية ستبقى حية لأنها وطن تحمله قلوب شعبها بكل مكان.

المصدر : الجزيرة