كيري يحذر من خدعة روسية بشأن ممرات حلب

حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن إعلان روسيا عن ممرات لتمكين المدنيين من الخروج من أحياء مدينة حلب المحاصرة قد يكون خدعة، كما حذرت المعارضة السورية من خطورة تلك الممرات, بينما قالت الأمم المتحدة إن تنفيذ خطة من هذا النوع من مسؤولياتها.

فقد قال كيري في تصريحات له أمس بواشنطن إن التعاون بين بلاده وروسيا بشأن حل سياسي في سوريا قد ينهار بالكامل في حال تبين أن الإعلان الروسي عن خطة "إنسانية" لخروج المدنيين من الجزء الخاضع للمعارضة في حلب مجرد خدعة, مشيرا إلى أنه تحدث مع الروس مرتين خلال 24 ساعة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية شكك بدوره في الإعلان الروسي، وقال إنه يبدو وكأنه طلب باستسلام فصائل المعارضة وإجلاء المدنيين السوريين من حلب.

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الخميس أن روسيا والنظام السوري سيفتحان ثلاثة ممرات للمدنيين المحاصرين، وممرا رابعا لمقاتلي المعارضة.

وجاء هذا التطور بعدما أحكمت قوات النظام السوري الحصار على أحياء حلب الشرقية إثر سيطرتها على طريق الكاستيلو شمال المدينة، ثم على حي بني زيد وأجزاء من منطقة الليرمون. وتشير تقديرات إلى أن عدد المحاصرين بحلب ربما يصل إلى 400 ألف.

ممرات الموت
وسارعت المعارضة السورية إلى وصف الممرات التي تحدثت عنها موسكو ممرات الموت, وقال عضو الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان إن الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم جريمة حرب.

ولم تكن هناك أي حركة نزوح من أحياء حلب الشرقية بعد الإعلان الروسي، وأظهرت صور للجزيرة خلو معبر بستان القصر -الذي يصل مناطق سيطرة المعارضة بمناطق النظام في حلب- من أي حركة للمدنيين.

وهذا المعبر هو أحد الممرات التي حددتها روسيا والنظام السوري، وكانت طائرات ألقت منشورات فوق حلب تحدد مواقع الممرات.

من جهته طالب المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا روسيا بأن تترك إدارة الممرات الآمنة في سوريا للأمم المتحدة، وقال إن الممرات الإنسانية يجب أن تكون دائمة، وأن يمنح المدنيون خيار البقاء في حلب ولا يجبروا على الخروج منها.

وردا على ذلك أبدى أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي أمس استعداد موسكو لإيصال المساعدات لمن سماهم "مواطنين مسالمين" في حلب، ولمن يلقي السلاح من "المتشددين". بدورها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن خطة إقامة ممر إنساني في حلب لن تنجح إلا إذا اتفقت عليها الأطراف المتحاربة.

في الإطار نفسه قالت الخارجية الفرنسية إن القانون الدولي يفرض إيصال المساعدة فورا إلى المحاصرين بحلب، في حين اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري "يلعب لعبة ساخرة".

المصدر : الجزيرة + وكالات