أوباما ينتقد عداء ترامب للمسلمين ويتوعد تنظيم الدولة

U.S. President Barack Obama delivers a statement accompanied by Director of National Intelligence James Clapper (R) and Chairman of the Joint Chiefs of Staff General Joseph Dunford after a meeting with Obama's national security team at the Treasury Department in Washington, U.S., June 14, 2016. REUTERS/Carlos Barria
أوباما (يسار) استعرض تراجع تنظيم الدولة في كل من سوريا والعراق وليبيا (رويترز)
انتقد الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة اقتراح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب بإغلاق باب الهجرة كليا أمام المسلمين، واتهم ترامب بإقحام مصطلح الإسلام المتطرف لأغراض سياسية.

و توعد الرئيس الأميركي تنظيم الدولة الإسلامية، وقال إنه يصعب منع عمليات منفردة على شاكلة الهجوم الذي استهدف ملهى للشواذ في أورلاندو بولاية فلوريدا، ووصف منفذ الهجوم بأنه مضطرب عقليا.

 
وقال أوباما في كلمة ألقاها بالبيت الأبيض عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس الثلاثاء متوجها إلى قادة تنظيم الدولة "إذا استهدفتم أميركا فلن تكونوا بمنأى عن الانتقام".

وفي هذا السياق، أشار إلى وجود قوة جوية أميركية تضم الحاملة "ترومان" وقاذفات بي 52 على مقربة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا، والعراق خصوصا.

وكان تنظيم الدولة قد تبنى المسؤولية عن الهجوم الذي نفذه أميركي من أصل أفغاني يدعى عمر متين صديق (29 عاما) على ملهى للشواذ جنسيا في مدينة أورلاندو، مما أسفر عن مقتل 49 شخصا بالإضافة إلى المهاجم.

وقال أوباما في كلمته إن متين بايع تنظيم الدولة بعد أن تأثر بدعايته على الإنترنت، مما جعله يتحول من شخص "غير مستقر نفسيا" إلى "إرهابي". وأوضح الرئيس الأميركي أنه يصعب منع هجمات ينفذها أفراد أو خلايا صغيرة، مؤكدا في المقابل أن أجهزة الأمن الأميركية أحبطت كثيرا من الهجمات.

وفي علاقة بالهجوم، دعا أوباما إلى تشديد القيود على الأسلحة الهجومية في بلاده حتى لا يتمكن إرهابيون محتملون من شن هجمات مماثلة لهجوم أورلاندو.

وكرر أوباما تصريحات سابقة بأن بلاده تريد تدمير تنظيم الدولة، وأنها مستمرة في حربها عليه في العراق وسوريا، فضلا عن تجفيف منابعه المالية، وذكر أن سلاح الجو الأميركي شن منذ خريف 2014 نحو 13 ألف غارة، وقتل 120 قياديا من التنظيم.

كما تحدث عن مساهمة القوات الأميركية في استعادة مناطق بمحافظة الأنبار غربي العراق، وفي العمليات الجارية ضد تنظيم الدولة شمال مدينة حلب السورية.

وقال أوباما إن تنظيم الدولة خسر نصف أراضيه في العراق وسوريا، وأضاف أن الخناق يضيق عليه في البلدين، مؤكدا تصريحات أميركية سابقة بأن تدفق المقاتلين الأجانب إلى مناطق سيطرة التنظيم في البلدين بات في أدنى مستوياته.

كما تحدث الرئيس الأميركي عن استمرار دعم بلاده اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الساري في سوريا منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، كما تحدث عن دعم واشنطن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.

انتقادات لترامب
وفي كلمته الموجهة للشعب الأميركي أمس الثلاثاء انتقد أوباما خطاب دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

واتهم ترامب بأنه يسعى إلى كسب نقاط سياسية من خلال مواقفه المناهضة للمسلمين، ومنها دعوته إلى منعهم من دخول الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، قال إن وضع أكثر من مليار مسلم في خانة التطرف يحقق أهداف من وصفهم بالإرهابيين الذين يدعون أنهم يمثلون المسلمين. وأضاف أنه ينبغي عدم الوقوع في هذا الفخ، مشيرا إلى أن منفذي هجمات أورلاندو وفورت هود وسان برناردينو أميركيون.

وبالنسبة إلى المسلمين في الولايات المتحدة، تساءل الرئيس الأميركي: كيف يمكن معاملتهم معاملة مختلفة حسب انتمائهم الديني في تناقض مع دستور الولايات المتحدة الذي يكفل الحريات بما فيها حرية المعتقد؟

وكان ترامب سعى إلى استثمار هجوم أورلاندو، وأعلن أن الهجوم يؤكد نظريته بشأن "الإسلام الراديكالي"، وهي العبارة التي قال أوباما إن من غير المناسب استخدامها لأنها تحقق مقولة المتطرفين إن هناك حربا بين الإسلام والغرب.

وبعد هجوم أورلاندو هاجم ترامب الرئيس الأميركي، ووصل إلى حد اتهامه بالوقوف لجانب الإرهابيين، وهو ما دفع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى شن هجوم مضاد عليه.

المصدر : الجزيرة + وكالات