جيوش أجنبية تتدرب ببلدة مقفرة شمال فرنسا

Soldiers from France and India take part in a mock drill during the last day of the 10-day-long Indo-French joint army exercise Shakti-2016 near Bikaner in Rajasthan, India, January 16, 2016. REUTERS/Amit Dave
جنود فرنسيون وهنود خلال أحد التدريبات المشتركة (رويترز-أرشيف)

في جوفريكور المقفرة بشمال فرنسا تنفجر قنبلة دخانية في الجو تتبعها طلقات من رشاشات ثقيلة قبل أن يظهر ستة جنود فجأة في عملية وهمية لاقتحام مبنى بالبلدة التي تحولت إلى مركز فريد في أوروبا للتدريب على حرب الشوارع.

ولم تدرج هذه البلدة على أي خريطة بسكانها البالغ عددهم خمسة آلاف نسمة في قطاع لين وصيدليتها ومحطة القطارات التي لم يعد يتوقف فيها أي قطار وتقع بمنطقة عسكرية في ريف منطقة بيكاردي، وهي المكان الوحيد بأوروبا للتدرب على قتال المدن ويستقبل جيوشا من جميع أنحاء العالم.

ويتدرب سنويا نحو 22 ألف جندي -بينهم 10% أجانب- في "مركز التدريب على العمليات بالمناطق السكنية" في معسكر سيسون الذي أصبح معبرا إلزاميا قبل التوجه إلى أي ميدان للقتال بالخارج.

وفي التدريبات كل الأسلحة حقيقية، لكن الرصاص ليس كذلك، كما أن كل التجهيزات والمعدات والآليات والجنود مزودة بلاقطات تسمح بمحاكاة الأضرار التي تحصل في حالات المعارك العادية.

ويستعد المتدربون لكل شيء في كل بيئة تفوق الواقع، وفي هذا المركز كل السيناريوهات يمكن أن تنفذ في الليل كما في النهار، من الاستيلاء على مبان باستخدام أسلحة ثقيلة أو تأمين حماية لمستشفى أو تطويق مظاهرة صغيرة.

‪نحو عشرين ألف جندي فرنسي يتدربون سنويا في معسكر سيسون‬ (رويترز)
‪نحو عشرين ألف جندي فرنسي يتدربون سنويا في معسكر سيسون‬ (رويترز)

محاكاة المعارك
وضمن خطة تدريبية كان على 190 رجلا من كتيبة المشاة في فرقة ساربور الفرنسية الألمانية تدعمهم دبابات وآليات مدرعة استعادة وسط مدينة جوفريكور من "القوة المعادية" المكونة من نحو مئة عسكري من المركز يؤدون دور "الأعداء"، واستمرت المعارك الطاحنة ثلاث ساعات من أجل استعادة المدينة.

وولدت فكرة إقامة مركز التدريب بعد حرب كوسوفو (1998-1999) التي تخللتها معارك في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وتم افتتاح مركز التدريب سنة 2006.

ودورات التدريب -التي تقدم في معسكر سيسون- بحجمها وواقعية محيطها والمحجوزة مسبقا لعام ونصف العام تثير إعجاب الجيوش الأجنبية، خاصة البريطانية والكندية والأميركية والبلجيكية والألمانية، ويعد المركز فريدا في أوروبا بحجمه وواقعيته، وهو الأفضل في مجال التدريب على القتال في المدن كما يقول قائد ألماني طلب عدم كشف هويته.

وقبل افتتاح هذا المركز في فرنسا كان معسكر التنغراباو بالقاعدة العسكرية السوفياتية السابقة في غرب برلين الوحيد بأوروبا الذي يمكنه استقبال انتشار عسكري واسع في منطقة سكنية.

المصدر : الفرنسية