مظاهرة لليمين ببروكسل والادعاء يتهم مشتبها به

صورة من مظاهرات اليمين المتطرف في بروكسل وردت في المنتصف
الشرطة فرقت متظاهري اليمين المتطرف بعد محاولة اشتباكهم مع مسيرة تدعو للتسامح (الجزيرة)
قال مراسل الجزيرة في بلجيكا إن ساحة البورصة في بروكسل شهدت توترا جراء مظاهرة لليمين المتطرف، بينما وجهت السلطات البلجيكية اتهامات أولية لأحد الأشخاص بالانتساب لشبكة "إرهابية" بعد التعرف عليه، وواصلت عمليات المداهمة والتفتيش بعدة مناطق.

وأكد المراسل محمد البقالي أن ساحة البورصة في بروكسل شهدت أوضاعا متوترة بعد تظاهر نحو مئة شخص يتبنون الفكر المتطرف من الملثمين وحليقي الرؤوس رافعين شعارات عنصرية قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم.

وأشار البقالي إلى أن متظاهري اليمين حاولوا استفزاز متظاهرين آخرين في الطرف الآخر من الساحة يدعون للوحدة والتسامح من خلال توجيه عبارات عنصرية لهم ورميهم بالزجاجات، وتدخلت الشرطة للتفريق بين الجانبين بنصب حواجز قبل أن تفرق جماعة اليمين المتطرف بخراطيم المياه لتجنب توتر الأوضاع أكثر في الساحة.

 
وأكد المراسل أن هذه المظاهرة تأتي رغم أن اليمين المتطرف في بلجيكا يعد الأضعف مقارنة بالدول الأخرى، ووجوده محدود جدا، حيث إن الأجانب -خاصة الأتراك والمغاربة- يشكلون ربع سكان بروكسل.
 

اعتقالات ومداهمات
من جهة أخرى، أصدرت النيابة العامة البلجيكية مذكرة اعتقال بحق رجل يدعى "فيصل شفو" ألقي القبض عليه قرب مبنى الادعاء العام في بروكسل، وقالت إنه ضالع في جرائم "إرهابية"، ويعد الرجل الثالث في هجوم مطار بروكسل.

 
وترجح السلطات أن شفو -الذي ما يزال يخضع للتحقيق- هو نفسه الذي ظهر في شريط التقطته كاميرات المراقبة في مطار بروكسل وهو يرتدي قبعة ويدفع عربة فيها حقائب سفر، وإلى جواره منفذا التفجيرين قبل لحظات من التفجير المزدوج الذي وقع الثلاثاء الماضي.

كما وجّه الادعاء اتهامات لرجلين هما أبو بكر ورباح بممارسة أنشطة "إرهابية" والانتماء لجماعة "إرهابية". ورباح مطلوب لصلته بمداهمة في فرنسا الأسبوع الماضي تقول السلطات إنها أحبطت من خلالها مخططا لتنفيذ هجوم.

ورغم تخفيض درجة الطوارئ في البلاد فإن السلطات البلجيكية ما تزال متخوفة من تكرار سيناريو الثلاثاء الماضي، في ظل بقاء عدد من المشتبه بهم طلقاء، ومن بين هؤلاء سوري يدعى نعيم حامد وآخر يدعى محمد عبريني.

 
ونفذت الشرطة البلجيكية 13 مداهمة جديدة بمناطق مختلفة في بروكسل وحولها، في إطار التحقيق بشأن الهجمات التي تعرضت لها العاصمة الأسبوع الماضي، وفق ما أعلن الادعاء البلجيكي.

وفي هذه الأثناء، اعتقلت السلطات الإيطالية الجزائري جمال الدين عوالي جنوب البلاد بعد اتهامه بتزوير وثائق هوية لنجيم العشراوي (أحد منفذي هجمات بروكسل) وصلاح عبد السلام (أحد منفذي هجمات باريس)، بالإضافة إلى محمد بلقايد (أحد المتهمين بالتخطيط لهجمات باريس)، الذي قتل في عملية أمنية بلجيكية قبل أسبوعين.

وأشارت مصادر في الشرطة الإيطالية إلى أن البحث جار عن شريك لعوالي، وهذا الشخص -الذي لم يتم الكشف عن هويته- قد يكون في الآونة الأخيرة رافق الجزائري المشتبه به.

 

حملة تعاطف

من جهة أخرى، شرع ناشطون من مدينة بروكسل في حملة لجمع رسائل التعاطف والمواساة التي تركها مواطنون وزوار في ساحة البورصة بعد التفجيرات التي قتلت 31 شخصا الثلاثاء الماضي، ونفذها الشقيقان إبراهيم وخالد البكراوي ونجيم العشراوي وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
 
وأوضح المتطوعون أن الهدف هو ترتيبها ثم حفظها في الأرشيف للأجيال القادمة. وتشمل الحملة أيضاً جمع التذكارات التي تُركت في المكان، ومنها أعلام دول عربية عبّر من جاء بها عن رفضه لما حدث وتضامنه مع ذوي الضحايا.

وكان منظمو المسيرة الوطنية "ضد الخوف" المقررة اليوم الأحد في بروكسل قرروا تأجيلها إلى أجل غير مسمى، بعد طلب تقدم به وزير الداخلية جان جامبون ورئيس بلدية بروكسل إيفان مايور.

 
وطالب جامبون ومايور المنظمين بالتأجيل، ووجها دعوة للبلجيكيين بعدم التجمع للتظاهر في المسيرة الضخمة المقررة تضامنا مع ضحايا هجمات بروكسل، وتنديدا "بالإرهاب" وذلك تفاديا للمخاطر الأمنية.

كما ألغت نجمة البوب الأميركية ماريا كاري عروضا في بروكسل كان مقررا أن تقدمها في إطار جولة لها وسط مخاوف تتعلق بالسلامة.

المصدر : الجزيرة + وكالات