مشاورات أميركية روسية لوقف إطلاق النار بسوريا

U.S. Secretary of State John Kerry, center, Russian Foreign Minister Sergey Lavrov, left, and UN Special Envoy for Syria Staffan de Mistura, right, arrive for a news conference after the International Syria Support Group (ISSG) meeting in Munich, Germany, Friday, Feb. 12, 2016. (AP Photo/Matthias Schrader)
كيري يتوسط نظيره الروسي لافروف (يسار) والمبعوث الأممي لسوريا دي ميستورا (أسوشيتد برس-أرشيف)

كشف دبلوماسيون عن أن مسؤولين عسكريين أميركيين وروس عقدوا مشاورات في جنيف قبل اجتماع للأمم المتحدة اليوم الجمعة، بهدف محاولة وقف الأعمال القتالية في سوريا. وقالوا إن الاجتماع الثنائي -الذي لم يعلن عنه مسبقا- يهدف لتضييق الهوة بين مواقف البلدين قبل اجتماع للأمم المتحدة حول هذه المسألة.

وقال دبلوماسي قريب من العملية إن "الفكرة من المسألة برمتها هي أن تكون لروسيا والولايات المتحدة وجهة نظر مشتركة"، مضيفا أن الأمم المتحدة ستدعو -فيما يبدو- إلى تطبيق وقف إطلاق نار وستتفاوض مع الأطراف.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، قوله اليوم الجمعة، إن المشاورات مع أميركا تتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا، وتشمل المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

وأضاف أن على رئيس النظام السوري بشار الأسد والأطراف الأخرى في الصراع السوري الاستماع لنصيحة روسيا التي ينبغي ألا توقف ضرباتها الجوية في سوريا.

وتوقع بوغدانوف التوصل إلى نتائج في المشاورات المستمرة بين الوفدين الأميركي والروسي في جنيف بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا مساء اليوم، مؤكدا أنها تركز على توحيد الجهود لمكافحة العدو المشترك وهو "الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة وجبهة النصرة"، مضيفا أن المطلوب هو التنسيق بين القوى على الأرض وفي الجو لمكافحة "الإرهاب" لا وقف عمليات القصف.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، قال اليوم إنه يجب على الحكومة السورية وحلفائها -ومن بينهم روسيا- وقف الأعمال القتالية بموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرمته القوى الكبرى يوم 11 فبراير/شباط الماضي.

وقال المتحدث، لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من التصعيد الخطير للصراع خاصة في حلب، مشيرا إلى أن توصيل المساعدات إلى خمس من المناطق المحاصرة خطوة أولى لكنها غير كافية.

ويأتي الاجتماع الأميركي الروسي قبيل اجتماع لمجموعة الدعم الدولي لسوريا في جنيف اليوم، يرأسه المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا.

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ميشيل زاكيو في مؤتمر صحفي، أن أعضاء المجموعة الدولية سيعقدون اجتماعا بعد ظهر اليوم، يشارك فيه ممثل الجمهورية التركية الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف محمد فردن جاريقغي، في اجتماع المجموعة الدولية التي تضم ممثلين عن 17 دولة، بينها تركيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا.

ومن المقرر أن يقيم الاجتماع الخطوات اللازمة لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا فورا، بموجب قرار المجموعة الدولية في ميونيخ.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة سفينسكا داغبلاديت السويدية، أمس الخميس، عن دي ميستورا قوله، إن تحديد تاريخ 25 فبراير/شباط الجاري لاستئناف مفاوضات الأزمة السورية في جنيف غير واقعي، مضيفا "إننا بحاجة إلى عشرة أيام للتحضيرات وإرسال الدعوات، والمحادثات يمكن أن تكلل بالنجاح إذا ما تحسن الوضع الإنساني، وإذا ما تحقق وقف إطلاق النار".

وكانت المجموعة الدولية نفسها وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية، أقروا في 11 فبراير/شباط الجاري بمدينة ميونيخ الألمانية، إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الداخل السوري، ووقف أعمال العنف في عموم البلاد، إضافة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2254.

يشار إلى أن روسيا شاركت الأسبوع الماضي في اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتركيا ودولا عربية في ميونيخ، وتقرر خلاله "وقف الأعمال العدائية" في سوريا خلال أسبوع، لكن المهلة انقضت من دون أن يكون في الإمكان تنفيذ الاتفاق على الأرض.

المصدر : وكالات