الرئيس الغامبي المنتخب يتمسك بفوزه ويدعو للتهدئة
ونقل مراسل الجزيرة في بانجول أحمد الأمين عن بارو قوله في مؤتمر صحفي بمنزله في العاصمة الغامبية بانجول إن "المرشح الخاسر اتصل بي بعد إعلان النتائج وهنأني بالفوز وقال لي بشكل واضح إن الأمر يتعلق باختيار الشعب، وإنه سيتفرغ لشؤون أسرته، وقد أشاد الجميع بالخطوة التي اتخذها يحيى جامى، واعتبرت حدثا تاريخيا في غامبيا".
وأكد بارو أن اللجنة المستقلة للانتخابات "هي الوحيدة المخولة بإعطاء النتائج وتحديد الفائز، وهذا ما فعلته، لذلك أنا الآن الرئيس المنتخب في غامبيا، والرئيس يحيى جامى هو الرئيس السابق، ويجب أن يسلمني السلطة في يناير المقبل، حين تنتهي مأموريته".
ودعا بارو الغامبيين إلى متابعة حياتهم اليومية، وطالب أنصار المعارضة "بالاحتفال بنصرهم، لكن بطريقة سلمية وناضجة"، وقال إنه يسعى إلى فتح قناة تواصل مع جامى من أجل تأمين الانتقال السلس للسلطة.
يأتي ذلك بعد أن ندد مجلس الأمن الدولي في وقت سابق السبت برفض جامي نتائج الانتخابات التي أعلنت الأسبوع الماضي وأسفرت عن فقدانه للسلطة بعد 22 عاما. ودعا المجلس جميع الأطراف إلى نبذ العنف.
في غضون ذلك نقل المراسل عن المعارضة الغامبية الفائزة في الانتخابات دعوتها الرئيس جامى إلى الاعتراف بهزيمته في هذه الانتخابات، وأكدت تمسكها بالنتائج التي أعلنت فوز مرشحها الموحد آداما بارو.
فوز بارو حقيقة
وقال القيادي في تكتل أحزاب المعارضة خليفة صال إن تراجع جامي عن الاعتراف بنتائج الانتخابات لا يؤثر في حقيقة فوز بارو ولا يغير الواقع.
ويشكل هذا التصريح أول رد فعل غامبي على خطاب جامي أمس الجمعة الذي تراجع فيه عن الاعتراف بفوز خصمه آداما بارو بحجة أن الانتخابات شابها الكثير مما يجعل من المستحيل الاعتراف بنتائجها، وفقا لما ورد في الخطاب الذي أعاد التلفزيون الرسمي بثه أكثر من مرة.
في السياق، وصف الاتحاد الأفريقي رفض جامي التخلي عن منصبه "بالباطل واللاغي" ودعاه إلى تسهيل عملية انتقال السلطة وتحييد قوات الأمن عن الأزمة السياسية الحالية، كما اعتبرت واشنطن إعلان جامي أنه محاولة للبقاء في السلطة بشكل غير قانوني.
وكان جامي قد رفض التخلي عن منصبه بعد أسبوع من اعترافه بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، مشككا في نزاهة اللجنة المستقلة للانتخابات ومطالبا بتنظيم انتخابات جديدة.
واعتبر جامى أن الانتخابات التي جرت مطلع الشهر الجاري حرمت كثيرا من المواطنين الغامبيين من حقهم في التصويت لأسباب شكلية حسب وصفه، رغم وجود أسمائهم على اللوائح الانتخابية.
وتحدث جامى عما سماها المضايقات التي تعرض لها أنصاره منذ إعلان فوز بارو، في إشارة إلى حالة الانقسام داخل الغامبيين بين قوميتي الماندينغا وهي أكبر القوميات من حيث العدد، وجولا التي ينتمي إليها جامى، وهو الانقسام الذي ضاعفته تصريحاته العنيفة في الحملة ضد الماندينغيين.
وكانت النتائج الرسمية للانتخابات قد أظهرت أن بارو حصل على 45.5% مقابل 36.7% لجامي الذي يحكم غامبيا منذ أن قاد انقلابا عسكريا عام 1994 على داودا كيرابا جاورا أول رئيس لغامبيا، وقد فاز في جميع الاستحقاقات الرئاسية، بدءا من عام 1996، مرورا بأعوام 2001 و2006 و2011.