قلق غربي من الحشد الروسي بسوريا

أبدت دول غربية قلقها من التقارير التي تحدثت عن تزايد الوجود العسكري الروسي في سوريا، وحذرت من أن ذلك من شأنه أن يزيد الأمر تعقيدا ويعطل المسار التفاوضي لحل الأزمة السورية.

فقد قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يانس شتولتنبرغ إنه يشعر بالقلق من تلك التقارير، مشيرا إلى أن ذلك "لن يسهم في حل الصراع".

وأضاف خلال زيارة لبراغ "أعتقد أن من المهم دعم كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا".

ويأتي ذلك بعد أن نقلت وكالة رويترز عن مسؤوليْن أميركييْن قولهما إن روسيا أرسلت سفينتي إنزال بري وطائرات إضافية إلى سوريا خلال اليومين الماضيين، ونشرت عددا صغيرا من قوات مشاة البحرية.

وقال أحد المسؤوليْن -اللذين رفضا الكشف عن هويتهما- إن النية وراء التحركات الروسية العسكرية في سوريا لم تتضح بعد، لكن المؤشرات الأولية تدل على أن التركيز الروسي يتم على إعداد قاعدة جوية بالقرب من ميناء اللاذقية معقل الرئيس السوري بشار الأسد.

وبينما نفى مسؤولون سوريون وجود أي دور قتالي للروس في سوريا فإن موسكو قالت إن خبراء الجيش الروسي موجودون في البلاد للمساعدة في تسليم السلاح لسوريا بهدف محاربة ما يسمى "الإرهاب".

كيري (يمين) تحدث إلى نظيره الروسي مرتين خلال الأسبوع للتأكيد على قلقه إزاء التقارير عن الحشد الروسي بسوريا (الفرنسية-أرشيف)
كيري (يمين) تحدث إلى نظيره الروسي مرتين خلال الأسبوع للتأكيد على قلقه إزاء التقارير عن الحشد الروسي بسوريا (الفرنسية-أرشيف)

قلق أميركي
ولكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف مرتين خلال الأسبوع للتأكيد على قلقه من تقارير عن حشد عسكري روسي في سوريا.

وكان البيت الأبيض قد ذكر الخميس الماضي أنه يتابع عن كثب المعلومات التي تشير إلى أن روسيا تقوم بعمليات عسكرية في سوريا، محذرا من أن أعمالا كهذه -إذا تأكدت- ستؤدي إلى "زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية".

في المقابل، أفاد بيان للخارجية الروسية بأن لافروف شدد خلال حديثه مع كيري على "إقامة حوار بين السلطات السورية والمعارضة" وعلى ضرورة تعزيز "الحرب ضد المجموعات الإرهابية التي يتحمل الجيش النظامي السوري العبء الأكبر منها".

بدورها، حذرت فرنسا من أن الحديث عن الدعم الروسي يجعل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا أكثر تعقيدا.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس -أمام طلبة الجامعات في باريس- إن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تكون المكان المناسب في نهاية الشهر الجاري لمناقشة الانتقال السياسي، "لكن الأمر بات أكثر تعقيدا بسبب احتمال أن تكون روسيا قد أرسلت قوات جديدة إلى هناك".

وفي هذا السياق أيضا، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير فرنسا وبريطانيا وكذلك روسيا من التوسع العسكري للنزاع في سوريا.

وقال الوزير "لا يمكن أن يعول شركاء مهمون على الخيار العسكري حاليا ويدمرون مجددا الحلول التفاوضية".

يشار إلى أن روسيا تعد أهم الداعمين للنظام السوري، وأن فرنسا بدأت إعداد غارات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، في حين قتل البريطانيون ثلاثة مسلحين للتنظيم هناك بطائرة من دون طيار.

المصدر : الجزيرة + وكالات