تواصل الاستنكار الدولي لحرق الرضيع دوابشة
تتواصل تصريحات الاستنكار والإدانة الدولية لقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة حرقا على يد مستوطنين بالضفة الغربية فجر أمس الجمعة، حيث توالت التصريحات المنددة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وواشنطن وباريس وروما، للمطالبة بوقف الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل الرضيع الفلسطيني بالعمل الإرهابي، وانتقد "العجز المستمر في إنهاء حالة الإفلات من العقاب لأعمال عنف متكررة يرتكبها مستوطنون"، مطالبا بمحاسبة المستوطنين المسؤولين عن الجريمة.
وأكد ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه "في ظل عدم وجود عملية سياسية، وسياسات إسرائيل الاستيطانية، فضلا عن الممارسات القاسية وغير الضرورية لهدم المنازل الفلسطينية فإن كل ذلك يمثل تهديدا إضافيا للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة الدولة، وكذلك لأمن شعب إسرائيل".
من جهته، أعرب موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف عن "اشمئزازه" حيال الهجوم.
كما أعرب مجلس الأمن الدولي عن غضبه الشديد، وأدان الجريمة بأشد العبارات واصفا إياها بـ"الهجوم الإرهابي والوحشي".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الأميركية الجريمة، واصفة إياها بأنها "هجوم إرهابي مروع وشرير"، وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر "إننا بالطبع ندين بشدة هذا الهجوم".
كما أدان القنصل الأميركي الجديد في القدس دونالد بلوم الجريمة، وأصدر بيانا أعرب فيه عن "تعازيه الحارة" للضحايا، مضيفا أن بلاده "تدين بشدة جريمة الكراهية هذه".
إدانات أوروبية
في الوقت نفسه، طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الإسرائيلية بعدم التهاون مع المستوطنين أو التسامح مع أعمال العنف التي يرتكبونها، ودعت المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد إلى محاسبة الجناة وتطبيق القوانين.
وفي باريس استنكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية الحادث، وطالب بتسليط الضوء على حيثيات الجريمة للتعرف على الجناة ومقاضاتهم.
كما عبرت وزارة الخارجية الإيطالية عن "إدانتها الشديدة" للاعتداء، وقالت إنها "تأمل أن يتم في أسرع وقت تحديد مرتكبي هذا الفعل غير الإنساني الذي يثير اشمئزاز الضمير، ومحاكمتهم وفقا للقانون".
وأدانت منظمة المؤتمر الإسلامي في بيان "الجريمة البشعة"، وحمل أمين عام المنظمة إياد أمين مدني إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعياتها، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات عملية فورية لوقف هذه الجرائم، حسب قوله.
وفي السياق نفسه، اعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في قطاع غزة جريمة حرق الرضيع "نتيجة طبيعية لتستر قوات الشرطة الإسرائيلية على جرائم المستوطنين بحق المدنيين الفلسطينيين".
واستشهد الرضيع دوابشة (18 شهرا) فجر أمس الجمعة بعد إصابته بحروق شديدة، كما أصيب ثلاثة من أفراد عائلته إثر هجوم شنه عدد من المستوطنين اليهود بالزجاجات الحارقة على منزلهم في قرية دوما بالضفة الغربية.
وقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امتصاص الغضب الفلسطيني والعالمي جراء الجريمة واتصل عصر الجمعة هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للتهدئة، وقال له "إن الشعب الإسرائيلي بأسره مصدوم من الاعتداء الإرهابي الإجرامي على عائلة دوابشة".