تمديد مفاوضات النووي الإيراني بعد إحراز تقدم

Officials wait for a meeting with officials from P5+1, the European Union and Iran ahead of the opening of a plenary session on Iran nuclear talks at the Beau Rivage Palace Hotel in Lausanne, Switzerland, on March 31, 2015. Foreign ministers from major powers kicked off early a final scheduled day of talks aimed at securing the outlines of a potentially historic nuclear deal with Iran by a midnight deadline. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
الحديث عن تمديد المفاوضات الجارية في مدينة لوزان السويسرية يأتي وسط تأكيدات بصعوبتها (غيتي/الفرنسية)

أعلنت الخارجية الأميركية عن تمديد المفاوضات الجارية بين إيران والدول الكبرى بمدينة لوزان السويسرية, في حين قال مراسل الجزيرة إن اختراقا كبيرا تحقق الثلاثاء قبيل انتهاء المهلة الأصلية للتوصل إلى اتفاق إطاري حول برنامج إيران النووي.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إنه تقرر تمديد المفاوضات إلى ما بعد منتصف ليلة الأربعاء, مشيرا إلى إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية.

وفي لوزان, أفاد مراسل الجزيرة عيسى طيبي بأن انفراجة كبيرة وتطورا "دراماتيكيا" حدثا الثلاثاء قبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة لاتفاق إطاري بين إيران ومجموعة "5+1" (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا), يفرض قيودا صارمة على برنامج طهران النووي.

وأضاف أن هذا التطور تمثل في إعلان المفاوض الإيراني حميد بعيدي نجاد عن توصل الطرفين إلى تسوية لمسألة رفع الحظر الدولي عن إيران. وكانت إيران تطالب في جلسات التفاوض السابقة برفع العقوبات دفعة واحدة, وهو ما كانت تعارضه الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وقال المراسل إنه في حال سارت المفاوضات بنفس الوتيرة, من المتوقع التوصل لبيان شامل أو اتفاق, وأوضح أن البيان الشامل سيكون دون الاتفاق وفوق مذكرة تفاهم.

وقبل الجولة الحالية التي استؤنفت نهاية الأسبوع الماضي, انحصرت الخلافات في نقطتين أساسيتين، هما رفع العقوبات, ومدة مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية.

فإيران تريد إلغاء العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها عليها مجلس الأمن الدولي منذ 2006 فور توقيع الاتفاق، في حين تفضل القوى الكبرى رفعها تدريجيا. وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فإن الدول الكبرى تريد آلية تسمح بإعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت إيران التزاماتها، كما أفاد دبلوماسي غربي.

وبينما تطالب الدول الكبرى بتحديد إطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الإيرانية, خاصة في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاما، ترفض إيران الالتزام لأكثر من عشر سنوات.

مفاوضات صعبة
ونقل مراسل الجزيرة في لوزان عن مصادر أميركية أنه حتى لو تم التوصل فقط لبيان شامل بدلا من اتفاق إطاري, فسيعتبر ذلك إنجازا للجانب الأميركي. وأضاف أن المصادر الأميركية تتحدث عن تقدم هام، لأن الاتفاق المحتمل يجبر إيران -من وجهة نظرها- على وقف أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم.

وقبل ساعات من انتهاء المهلة المحددة, قال المفاوض الإيراني حميد بعيدي نجاد إنه لا تزال هناك مسائل عالقة يسعى الطرفان لحلها. وقبل ذلك قال مسؤولون أميركيون إنهم لا يستبعدون مواصلة التفاوض حتى الأربعاء في حال كان ذلك ضروريا للتوصل لاتفاق.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في الأثناء إن الجانب الأميركي سينسحب من المحادثات النووية في حال عدم التوصل لاتفاق سياسي بنهاية الجولة الحالية في مدينة لوزان السويسرية.

من جهته, وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المفاوضات الجارية بلوزان بالصعبة والمعقدة, وتحدث عن تقدم. وفي لوزان أيضا قالت مصادر من الوفد الألماني إنه ليس من الواضح ما إذا كان ممكنا أم لا الخروج باتفاق. 

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية نقلت عن مصدر في فريق التفاوض الإيراني قوله إن جميع الأطراف عازمة على التوصل إلى نتيجة، حتى لو استمرت المحادثات إلى وقت متأخر من الليل.

وكان وزراء خارجية الدول الست قد عقدوا صباح اليوم اجتماعا تحضيريا قبيل لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وحضر الاجتماع وزراء خارجية خمس من الدول الست بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري, بالإضافة إلى ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لا يشارك في الاجتماعات ويمثله فيها مساعده سيرغي ريابكوف. من جهته, غادر وزير الخارجية الصيني مساء اليوم الاجتماعات, لكن الوفد الصيني ظل مشاركا فيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات