تفاؤل روسي بقمة مينسك حول أوكرانيا

Ukrainian President Petro Poroshenko, right, talks to Russian President Vladimir Putin, left, as they meet with German Chancellor Angela Merkel, left back to camera, and French President Francois Hollande, center face to camera, in Milan, Italy, Friday, Oct.17, 2014. The 10th Asia-Europe Meeting (ASEM) took place in Milan, Italy on Thursday 16 and Friday 17 October, 2014, under the theme "Responsible Partnership for Sustainable Growth and Security". (AP Photo/Luca Bruno)
رؤساء روسيا وأوكرانيا وفرنسا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اجتماع سابق حول الأزمة الأوكرانية (أسوشيتد برس)

أبدت روسيا الأحد تفاؤلا بصدور "قرارات مهمة" من مؤتمر مينسك المزمع عقده الأربعاء المقبل حول النزاع في شرق أوكرانيا، في حين دعت الولايات المتحدة جميع أطراف النزاع إلى الامتناع عن القيام بأي خطوات من شأنها أن تقوض جهود السلام الحالية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر حول الأمن في ميونيخ ناقش الأزمة الأوكرانية، إن موسكو تتوقع "قرارات مهمة" من الاجتماع المزمع بين قادة روسيا وألمانيا وأوكرانيا وفرنسا في مينسك عاصمة روسيا البيضاء، لبحث الأزمة الأوكرانية.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي -التي ترافق وزير الخارجية جون كيري في زيارته إلى ألمانيا- "ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن القيام بأي تصرفات يمكن أن تقوّض الجهود الدبلوماسية الحالية".

وأكدت دعم الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية الحالية التي يبذلها الأوروبيون، وتمسكها بموقفها بأن يحترم أي اتفاق سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وعبرت عن قلقها من القتال العنيف في ديبالتسيف وماريوبول ومن الأنباء بشأن دخول قوافل روسية جديدة إلى شرق أوكرانيا.

وفي المقابل اتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى السيطرة على أوكرانيا والدول المجاورة، مشيرا إلى أن بوتين لا يرغب بحل دبلوماسي، وجدد دعوته لتسليح الجيش الأوكراني بأسلحة دفاعية.

من جهته اتهم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الرئيس الروسي بأنه "يتصرف كطاغية" فيما يتعلق بأوكرانيا، مشيرا إلى أن قوات كييف لا يمكنها هزيمة الجيش الروسي في ساحة المعركة مما يجعل الحل السياسي الخيار الوحيد لحقن الدماء.

وأكد هاموند أن بلاده لا تخطط لتسليح قوات كييف، لكنه دعم بقوة تجديد الاتحاد الأوروبي للعقوبات الاقتصادية على روسيا مع احتمال تصعيدها، ووصف الجهود الأخيرة للتوصل إلى اتفاق سلام بأنها "واحدة من الفرص الأخيرة لروسيا لتتجنب إيقاع المزيد من الضرر لاقتصادها".

الانفصاليون في إقليم الدونباس حققوا مكاسب ميدانية منذ استئناف المعارك مطلع العام(رويترز)
الانفصاليون في إقليم الدونباس حققوا مكاسب ميدانية منذ استئناف المعارك مطلع العام(رويترز)

وضع متدهور
وفي وقت سابق، أعلنت ألمانيا أن قمة بين روسيا وفرنسا وأوكرانيا وألمانيا قد تعقد في مينسك الأربعاء بهدف التوصل إلى حل للأزمة في أوكرانيا، وذلك في ختام مؤتمر عبر الهاتف بين الدول الأربع، فيما قال الرئيس الروسي إن الاجتماع قد يحصل إذا ما تم الاتفاق على عدد من النقاط.

من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس
-الذي تقوم بلاده بجهود في الوساطة- أن "لا أحد يريد  الوقوع في فخ حرب شاملة، ولا مصلحة لأحد فيها وأنه حان الوقت للقيام بخيارات"، مؤكدا أن ما تريد ألمانيا وفرنسا التوصل إليه في أوكرانيا، "ليس السلام على الورق، بل السلام الفعلي".

وكان بوتين قد اجتمع الجمعة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في موسكو لبحث الأزمة الأوكرانية، واتفقوا على وضع وثيقة مشتركة ممكنة لتنفيذ اتفاقية مينسك وإنهاء القتال في أوكرانيا.

وأكد بوتين أن روسيا "لا تعتزم شن حرب على أحد رغم أن نظاما عالميا يملي فيه قائد على الآخرين ما يجب أن يفعلوه لا يناسب موسكو".

وتأتي التحركات الدبلوماسية الأخيرة بعد تدهور الأوضاع في شرق أوكرانيا الأسبوع الماضي، حيث اشتدت المعارك بعد فترة من الهدوء النسبي مما أدى لمقتل أكثر من 12 شخصا معظمهم من المدنيين في دونيتسك.

وأكد متحدث باسم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك -المعلنتين من جانب واحد- إسقاط طائرتين للجيش الأوكراني في مدينة ديبالسفيا الإستراتيجية الواقعة على بعد خمسين كيلومترا شمال غرب دونيتسك، كما حقق الانفصاليون بإقليم دونباس مكاسب ميدانية منذ استئناف المعارك مطلع السنة الحالية.

وتتهم كييف والغرب روسيا بإذكاء التمرد في شرق أوكرانيا وتزويد الانفصاليين بأسلحة ومقاتلين، وهو ما تنفيه موسكو التي تؤكد أنها لا تتدخل بالنزاع الذي أوقع أكثر من 5300 قتيل خلال عشرة أشهر، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

المصدر : وكالات