تصعيد عسكري بشرق أوكرانيا قبيل قمة رباعية بمينسك

Pro-Russian rebels walk past damaged buses at a bus station in Donetsk, Ukraine, 11 February 2015. Eastern Ukraine was ravaged by fresh fighting, as leaders of France, Germany, Russia and Ukraine geared up for a summit to discuss a new peace plan.
حافلة محترقة بعد إصابتها الأربعاء بإحدى المحطات بدونيتسك مما أدى لمقتل خمسة من ركابها (الأوروبية)

قال متحدث عسكري أوكراني اليوم الأربعاء إن 19 جنديا أوكرانيا قتلوا وأصيب العشرات في هجمات للانفصاليين قرب بلدة ديبالتسيف، في تصاعد للقتال قبيل قمة منتظرة اليوم حول أزمة شرق أوكرانيا في مينسك اعتبرت فرنسا وأوكرانيا أنها تمثل "الفرصة الأخيرة"، وأبدت روسيا تفاؤلا بشأنها.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف في مؤتمر صحفي إن الجيش الأوكراني فقد اليوم الأربعاء 19 جنديا، هم 17 من القوات المسلحة وجنديان من وزار الداخلية، كما جرح 87 آخرون خلال القصف وهجمات بالصواريخ والاشتباك العسكري.

من جهتها ذكرت مصادر للانفصاليين بشرق أوكرانيا أن خمسة أشخاص قتلوا اليوم في قصف على محطة للحافلات في مدينة دونيتسك التي تعد المعقل الرئيسي للانفصاليين.

ويأتي التصعيد العسكري قبيل ساعات من اجتماع قمة بعاصمة روسيا البيضاء مينسك تجمع قادة روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.

وحافظت موسكو على تفاؤلها بشأن القمة حيث قال مصدر دبلوماسي روسي لرويترز إن من المرجح بنسبة 70% أن يتم التوصل إلى اتفاق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس إن "الخبراء يعملون، وهناك تقدم ملحوظ" في المفاوضات، مشيرا إلى أن المطلب الأساسي الأوكراني بالسيطرة على الحدود مع روسيا يجب أن يبحث مع قادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.

وسبق القمة اجتماع خبراء في برلين ولقاء لـ"مجموعة الاتصال" التي تضم ممثلين عن روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أشارت مصادر إلى أنه تم الاتفاق فيها على وقف لإطلاق النار في إقليم دونباس وسحب الأسلحة الثقيلة إلى مسافة 15 كلم من خطوط التماس.

‪بوروشينكو يعتبر قمة مينسك أهم لقاء يعقده خلال رئاسته‬ (الأوروبية)
‪بوروشينكو يعتبر قمة مينسك أهم لقاء يعقده خلال رئاسته‬ (الأوروبية)

الفرصة الأخيرة
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن من المرجح عقد القمة الرباعية في مينسك الأربعاء بهدف التوصل لحل أزمة أوكرانيا رغم وجود عدد من القضايا المختلف عليها وبعض "المشاكل التي لم تحل".

ووصف فابيوس المفاوضات بالفرصة الأخيرة، وجدد  معارضة فرنسا إرسال أسلحة إلى القوات الأوكرانية قائلا إن "هذا الأمر ليس ضمن خططنا وإن الحل هو سياسي".

وفي مينسك أكد وزير خارجية روسيا البيضاء أن اجتماع ما تسمى مجموعة الاتصال سيعقد في العاصمة.

وعلى صعيد متصل أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو أن قمة مينسك هي "أهم لقاء يعقده خلال رئاسته"، وأن "كل شيء سيكون رهنا بنتيجة القمة"، مضيفا أنه والحكومة والبرلمان على استعداد "لفرض القانون العرفي" على كل الأراضي الأوكرانية في حال فشل القمة حول السلام وحصول تصعيد للنزاع في شرق البلاد.

وتأتي التحركات الدبلوماسية الأخيرة بعد تدهور الأوضاع في شرق أوكرانيا الأسبوع الماضي، حيث اشتدت المعارك بعد فترة من الهدوء النسبي، وتحدث الانفصاليون بإقليم دونباس عن مكاسب ميدانية منذ استئناف المعارك مطلع السنة الحالية ومحاصرة الآلاف من الجيش الأوكراني.

ويحاول الانفصاليون في الأيام الأخيرة فرض حصار على قوات الحكومة في ديبالتسيف، وهي موقع إستراتيجي سيتيح لهم ربط معاقلهم الرئيسية ببعضها بعضا.

وتتهم كييف والغرب روسيا بإذكاء التمرد في شرق أوكرانيا وتزويد الانفصاليين بأسلحة ومقاتلين، وهو ما تنفيه موسكو التي تؤكد أنها لا تتدخل بالنزاع الذي أوقع أكثر من 5300 قتيل خلال عشرة أشهر، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

المصدر : وكالات