أسر البريطانيين القتلى بالعراق: اعتذار بلير سطحي

انتقد بعض آباء الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب على العراق، رئيسَ الوزراء البريطاني السابق توني بلير لاعتذاره عن بعض الأخطاء التي أدت إلى غزو العراق.

وقال هؤلاء إن الاعتذار لا يفيد في شيء لأنه جاء متأخرا، مضيفين أنهم ينتظرون نشر نتائجِ لجنة التحقيق في الحرب على العراق لتقرير خطواتهم المقبلة، والتي قد تؤدي إلى محاكمة بلير.

ويشكك روبرت بايكون -الأب البريطاني الذي فقد ابنه في الحرب على العراق- في حسن نية بلير، معتبرا أنه مراوغ، ويرى أن اعتذاره جاء متأخرا.

ويقول "اعتذاره في هذه المرحلة عن الاستخبارات الخاطئة متأخر جدا وسطحي، وكذلك اعتذاره عن دوره في الحرب، ويبدو من السخافة أن يعرب عن أسفه بدعوى أنه لم يكن يقصد، أشعر بأن ذلك غير صائب".

مبررات زائفة
وبعد أكثر من 12 عاما على الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، يعترف بلير بأن الحرب التي أقحم بلاده فيها بمبررات زائفة أدت إلى ظهور تنظيم الدولة في العراق ليتمدد إلى سوريا المجاورة".

من جهتها، ترى ليندزي جيرمان من منظمة "أوقفوا الحرب"، أن ما قاله بلير ليس اعتذارا أبدا، لأنه لا يشعر بالندم على الإطاحة بنظام صدام حسين، رغم أن ذلك جريمة أمام القانون الدولي، فهو يلقي باللوم على الآخرين بما فيهم الاستخبارات، رغم أنه كان يتجاهل عناصرها ويثير الدعاية للدفع باتجاه الحرب.

وقد تعرض بلير إلى مساءلات عديدة بشأن دور بريطانيا في الحرب على العراق، لعل أهمها التحقيق الذي طال انتظاره والذي دعت إليه الحكومة قبل ست سنوات.

ويأتي اعتذار بلير -"ملك الدعاية" كما يطلق عليه الكثير من البريطانيين- بعدما اطلع على تفاصيل تحقيق لجنة تشيلكوت الذي يتوقع أن يتم تحديد موعد لنشره هذا الأسبوع.

وربما لا تؤدي نتائج لجنة التحقيق هذه إلى وضع بلير في قفص الاتهام كما يرغب المعارضون للحرب، لكنها من دون شك ستكشف عن خروقات وتزييف للحقائق من قبل رئيس وزراء يعتقد كثيرون أنه لم يتمكن من فهم المنطقة العربية.

المصدر : الجزيرة