واشنطن تستعجل تحالفا والناتو يعد لمواجهة تنظيم الدولة
دعت الولايات المتحدة اليوم الجمعة إلى تشكيل تحالف دولي لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت اتفقت فيه دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على إستراتيجية لمكافحة التنظيم، كما اتفقت على تشكيل قوة للرد السريع.
وقال وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان، جون كيري وتشاك هيغل، في بيان مشترك إثر اجتماع على هامش قمة الأطلسي في مقاطعة ويلز البريطانية مع نظرائهما من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وأستراليا والدانمارك وتركيا وبولندا، إنه يتعين تشكيل تحالف دولي واسع لإضعاف التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة ثم القضاء عليه.
وأضاف البيان أن هذا التحالف الواسع ينبغي أن يتشكل في خضم الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق هذا الشهر.
إستراتيجية للمواجهة
وقال ناصر البدري موفد الجزيرة إلى قمة الأطلسي -التي تعقد في نيبورت بمقاطعة ويلز- إن قادة الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الناتو اتفقوا على إستراتيجية تشمل ثلاثة مسارات.
وأضاف أن معلومات رشحت قبل صدور البيان الختامي تؤكد أن القادة اتفقوا على العمل من أجل تجفيف الموارد المالية لتنظيم الدولية، والتعاون بين الدول في مجال جمع المعلومات لمكافحة التنظيم الذي يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق.
وكانت مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أحد البنود الرئيسية على جدول أعمال القمة الأطلسية التي تختتم اليوم. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب أمس في اليوم الأول من القمة بوضع إستراتيجية دولية للتصدي لتنظيم الدولة بمشاركة دول المنطقة العربية.
كما تعهد أوباما بمواصلة الحملة العسكرية التي تشنها بلاده ضد من أسماهم بـ"الجهاديين" في العراق، مشيرا إلى أن الأمر سوف يستغرق فترة. من جهته لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون توجيه ضربات جوية في العراق وسوريا لتنظيم الدولة.
وتشن الولايات المتحدة من الثامن من أغسطس/آب الماضي غارات جوية على مواقع التنظيم شمالي العراق لمساعدة القوات الكردية والعراقية على استعادة مناطق خسرتها في يونيو/حزيران الماضي.
وتصاعدت الدعوات الغربية لاستئصال تنظيم الدولة الإسلامية بعد قيامه بإعدام الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف.
من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف الناتو أندرياس فوغ راسموسن أن تمدد تنظيم الدولة حتّم على الحلف في هذه القمة اتخاذ خطوات مهمة لمواجهة "هذا الخطر الذي يتوسع في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن إجراءات الحلِّ تتضمن دعم القدرات الدفاعية لحلفاء الناتو من دول المنطقة.
وكان راسموسن قال قبيل القمة إن دول الحلف ستفكر بجدية في أي طلب للمساعدة تتقدم به حكومة العراق للتصدي لتنظيم الدولة.
كما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضرورة الرد سياسيا وإنسانيا على تهديد تنظيم الدولة، وإذا اقتضت الضرورة عسكريا في إطار احترام القانون الدولي.
قوة أطلسية
من جانب آخر، قرر قادة الحلف الأطلسي تشكيل قوة رد سريع، والإبقاء على ما وصفوه بحضور دائم في شرق أوروبا، في ما يبدو ردا مباشرا على ما يوصف بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي أندرياس فوغ راسموسن إن الناتو اتفق على استمرار التواجد في شرق أوروبا على أساس دوري.
وأضاف أن خطة الرد السريع للتحالف ترسل رسالة واضحة مفادها أن "الناتو يحمي جميع الحلفاء في جميع الأوقات". وذكرت تقارير قبل أيام أن الحلف سيشكل مبدئيا قوة "للرد السريع" تضم أربعة آلاف فرد.
وكان الحلف الأطلسي قد اتهم أمس روسيا بحشد غير مسبوق لقواتها على حدود أوكرانيا التي تسعى لدخول الحلف. وفي حديث للجزيرة استبعدت الخبيرة في الشؤون الدفاعية الأوروبية جولي ديمسي تسليح حلف الناتو أوكرانيا.