كيري يرفض الجدل مع إيران بشأن التنسيق معها

رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاثنين الزج به إلى مرحلة ما سماها الشد والجذب مع إيران، متجنبا تأكيد أو نفي طلب أميركي لإيران بتنسيق التحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تحدثت عنه طهران.

وقال كيري للصحفيين في باريس بعد حضور مؤتمر دولي عن العراق شاركت فيه 26 دولة "لن أخوض في الشد والجذب. لا أريد أن أفعل ذلك. بصراحة لا أعتقد أنه أمر بناء".

وعندما سئل إن كانت هذه الأنباء غير صحيحة، رد كيري قائلا "ليست لدي فكرة عن أي عملية مشتركة استخلصوها من أي مناقشة ربما تكون حدثت أم لا. لا ننسق مع إيران وهذا أمر نهائي".

وأعرب عن أمله أن تجد طهران وواشنطن أرضية مشتركة خلال الجولة المقبلة من المحادثات النووية التي تبدأ هذا الأسبوع.

وكان الموقع الرسمي للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية بإيران علي خامنئي قد نقل عنه قوله إن واشنطن قدمت عبر سفيرها بالعراق طلبا للتعاون في مواجهة تنظيم الدولة، وأوضح أنه رفض هذا الطلب لأن "أيدي الأميركيين ملطخة بالدماء".

وأكد أيضا أن وزير الخارجية الأميركي وجه طلبا مماثلا لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ولكنه رفض أيضا.

واعتبر خامنئي أن الولايات المتحدة كانت تبحث "عن ذريعة لتفعل في العراق وسوريا ما تفعله في باكستان، أي قصف المواقع التي تريد من دون إذن" من الحكومة الباكستانية، في إشارة إلى الغارات بطائرات بلا طيار على قواعد حركة طالبان.

‪(الجزيرة)‬ مؤتمر باريس حول تنظيم الدولة شهد مشاركة 26 دولة وغابت عنه إيران
‪(الجزيرة)‬ مؤتمر باريس حول تنظيم الدولة شهد مشاركة 26 دولة وغابت عنه إيران

أبواب مواربة
وبعيد تصريح خامنئي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي أن الولايات المتحدة لا -ولن- تنسق عسكريا مع طهران في قضية التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنها تبقى منفتحة على الحوار.

وقالت بساكي للصحفيين بعد فترة قصيرة من اختتام مؤتمر في باريس بشأن التحالف ضد تنظيم الدولة لم تدع إليه طهران "نحن لا ننسق ولن ننسق عسكريا مع طهران، وربما تتاح فرصة أخرى في المستقبل لمناقشة مسألة العراق".

ولم تتلق إيران المتاخمة للعراق دعوة للمشاركة في مؤتمر باريس الذي عقد اليوم حول أمن العراق، واعتبر كيري الجمعة أن مشاركة طهران بالمؤتمر "لن تكون مناسبة" خصوصا بسبب ما سماه "ضلوع إيران في سوريا وغيرها".

من جهته، عبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم الاثنين في باريس عن أمله في تعاون إيراني مع التحالف ضد الدولة الاسلامية، قائلا إنه "طالما كان غير مرجح أن تصبح إيران عضوا كاملا بالائتلاف، لكن اعتقد أنه علينا مواصلة الأمل في تأييدها الخطوط العريضة لمشروعنا".

وعبر حسين أمير عبد اللهيان (نائب وزير الخارجية الإيراني) عن شكوكه إزاء خطط واشنطن لمکافحة "الإرهاب" بصورة حقيقية وجذرية.

واعتبر أن "النهج الخاطئ والانتقائي لأميرکا والغرب في التعامل مع المجموعات الإرهابية -ومنها تنظيم الدولة- السبب الأهم في تقوية هذه المجموعات، وتعريض أمن واستقرار المنطقة للخطر".

المصدر : وكالات