الجيش الأوكراني يتقدم وموسكو مع الحل السياسي
واصل الجيش الأوكراني اليوم زحفه نحو معاقل الانفصاليين في دونيتسك شرق البلاد بعد النجاح الميداني في استعادة السيطرة على أكثر من مدينة، مما حفز كييف على تغليب الحل العسكري على التحرك الدبلوماسي الذي تدعو إليه موسكو مدعومة بدول أوروبية.
وأعلن بوروشينكو اليوم أن الهجوم العسكري سيستمر. وقال في رسالة تلفزيونية "إن الأمر الذي أصدرته يبقى نافذا: لا بد من تشديد الحصار على الإرهابيين، ومواصلة العملية من أجل تحرير منطقتي دونيتسك ولوغانسك".
وأضاف بوروشينكو أن "الوضع لا يزال صعبا جدا والإرهابيون يتحصنون في المدن الكبرى، أمامنا صعاب كثيرة لا بد من تذليلها". بينما أفادت معلومات رسمية -أكدها الانفصاليون- أن القوات الحكومية تواصل زحفها نحو الجنوب مدعومة بتشكيلات للمتطوعين.
هدوء في دونيتسك
وأعلن قائد كتيبة متطوعي دونباس سيمن سمنتشينكو أن المقاتلين الانفصاليين غادروا مدينتي درويكيفكا وكوستيانتينفكا الواقعتين بين سلافيانسك ودونيتسك، حيث كان الوضع هادئا صباح اليوم باستثناء سماع دوي مدفعي في منطقة المطار التي يتنازع طرفا الصراع السيطرة عليها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، كتب أحد أبرز قادة الانفصاليين دنيس بوشيلين في حسابه على موقع تويتر "أن دونيتسك تستعد للدفاع عن نفسها، جميع قواتنا تحتشد بالتحديد هنا، هجوم النازيين (الصفة التي يطلقها الانفصاليون على سلطات كييف) سيتم صده في كل الحالات، ودونباس لن تركع".
وأضاف في رسالة أخرى "غادرنا هذه الليلة درويكيفكا وكوستيانتينفكا، لكن الدفاع عن دونيتسك سيشكل منعطفا، سننتصر". مشيرا إلى أن شعار التجمع المقرر بعد الظهر في دونيتسك سيكون "أنقذوا سكان دونيتسك من الجيش الأوكراني".
وأعلن قائد انفصالي آخر يدعى إيغور ستريلكوف -الذي تقول كييف إنه ضابط في الاستخبارات العسكرية الروسية- إنه سينشئ الاثنين "مجلسا عسكريا مركزيا" لتنسيق عمليات الدفاع بشكل أفضل.
موقف متصلب
وعلى الصعيد الدبلوماسي لحل الأزمة، بات موقف كييف أكثر تصلبا بعد تعثر اجتماع ما يعرف بمجموعة الاتصال -التي تضم ممثلين عن كييف وموسكو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- كان يفترض أن يجرى السبت حسب اتفاق تقرر الأربعاء الماضي في برلين.
وكان يفترض أن يعيد الاجتماع مسار التفاوض، لكن كييف نظرت إليه بتشكيك كبير، حيث ربطت أي حل سياسي بقبول الانفصاليين وموسكو باستعادة أوكرانيا السيطرة على حدودها مع روسيا.
وتحادث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت هاتفيا مع نظيريه الألماني والفرنسي، مشددا على ضرورة عقد مثل هذا اللقاء مع تصاعد العملية العسكرية الأوكرانية وسقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير بنى تحتية، وقد حصل على دعم محادثيه، بحسب بيان للدبلوماسية الروسية.