إحراق دور عبادة وهجمات طائفية بأفريقيا الوسطى

أحرق شبان مسيحيون غاضبون مسجداً في بانغي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى انتقاماً لهجوم استهدف في وقت سابق كنيسة تؤوي نازحين مسيحيين. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة هذه الهجمات.

واستخدم الشبان المسيحيون القنابل اليدوية والأسلحة البيضاء في حرق وتدمير المسجد ونهبوا أثاثاته، كما أقاموا المتاريس في شوارع العاصمة.

وقال شهود إن الشبان أقاموا حواجز على الطرق في العاصمة أمس الخميس وأشعلوا النيران احتجاجا على هجوم نفذه مسلحون مسلمون على كنيسة تسبب في مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا، بينهم أحد القساوسة.

وكان المسلحون المسلمون قد أطلقوا النار وألقوا قنابل على أشخاص كانوا يحتمون داخل كنيسة السيدة فاطمة الأربعاء، في أعقاب معارك بين مليشيا مسيحية وسكان حي يسكنه مسلمون.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجمات، "بما في ذلك الاعتداء على كنيسة السيدة فاطمة في بانغي الأربعاء".

‪بان حث سلطات أفريقيا الوسطى‬ (الفرنسية)
‪بان حث سلطات أفريقيا الوسطى‬ (الفرنسية)

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إن بان يحض السلطات الانتقالية في جمهورية أفريقيا الوسطى على القيام بكل ما يمكنها القيام به لمنع وقوع أعمال عنف جديدة في العاصمة وفي باقي مناطق البلاد، على أن تتخذ إجراءات ملموسة من أجل ضمان إحالة منفذي هذه الجرائم إلى القضاء.

وأضاف أن الأمين العام دعا أيضا القوات الدولية المنتشرة في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى اتخاذ كل ما هو ضروري من أجل دعم هذه الإجراءات.

وقال فرانسيس تشي رئيس قطاع الاتصالات في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي "ميسكا"، إن جنودا لحفظ السلام من فرنسا والاتحاد الأفريقي يعملون على إزالة حواجز الطرق.

وأضاف أنه يجب أن يدرك الناس "أننا سنلاحقهم ونقدمهم للعدالة الوطنية أو الدولية، ولن نتهاون أبدا مع منفذي أعمال من هذا النوع".

يذكر أن المسلمين في أفريقيا الوسطى يتعرضون للقتل والاعتداء من قبل مليشيات أنتي بالاكا المسيحية التي شنت هجمات انتقامية دفعت إلى تدخل دولي أجبر الرئيس ميشال جوتوديا -أول رئيس مسلم لأفريقيا الوسطى- على الاستقالة.

ومنذ استقالة جوتوديا في يناير/كانون الثاني الماضي قتلت مليشيات أنتي بالاكا مئات المسلمين في العاصمة بانغي وخارجها، مما أجبر عشرات الآلاف من الأقلية المسلمة -التي تشكل تقريبا ربع سكان البلاد البالغ عددهم 4.6 ملايين وفقا لبعض التقديرات- على الفرار إلى دول الجوار.

وكانت الأمم المتحدة قد وعدت في سبتمبر/أيلول الماضي بنشر 12 ألف جندي من قوات حفظ السلام في أفريقيا الوسطى ليحلوا محل القوة الأفريقية المكونة من ستة آلاف جندي، إلى جانب نحو ألفي جندي فرنسي منتشرين هناك، وأكثر من ثمانمائة جندي أوروبي.

المصدر : الجزيرة + وكالات