أوكرانيا تستعد للرئاسيات والاشتباكات متواصلة شرقي البلاد

A supporter of Ukrainian presidential candidate Yulia Tymoshenko gives out newspapers and leaflets in front of a campaigning tent with Tymoshenko's portrait on it, in the centre of Kiev on May 23, 2014, two day before Ukraine's presidential election. Ukraine's presidential candidates will hold their final rallies on May 23 as pre-election clouds darkened after the army lost 18 soldiers in attacks by pro-Russian separatists in the country's east. AFP PHOTO / SERGEI SUPINSKY
الحملة الانتخابية مستمرة وكييف أعلنت أنها ستؤمّن انتخابات الأحد بكل أوكرانيا رغم تواصل القتال شرقي البلاد (غيتي/الفرنسية)

تتواصل الاستعدادات لإجراء الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا الأحد، حيث أعلنت كييف عزمها ضمان أمن الاقتراع بكل أنحاء البلاد، فيما رحبت الولايات المتحدة بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكد فيها أنه سيحترم نتائج الانتخابات. جاء ذلك وسط استمرار اشتباكات بين انفصاليين ومجموعات أوكرانية بشرقي البلاد.

وقال رئيس الوزراء المؤقت أرسيني ياتسينيوك خلال محادثات مع اثنين من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "نحن مصرون على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة" على الرغم من خطط الانفصاليين لتعطيل إجراء الانتخابات في المناطق الشرقية التي يسيطرون عليها.

وأوضح رئيس جهاز أمن الدولة فالنتين ناليفايتشينكو أن "الخطر الرئيسي الذي يواجه الانتخابات هو حمل السلاح ونقل الناس بشكل غير مشروع"، بينما ذكر عضو اللجنة المركزية للانتخابات قنسطنين هيفرينكو أنه سيُسمح للناخبين في خمس من أصل 12 دائرة انتخابية في دونيتسك-أغلقها الانفصاليون- بالتوجه لمطار المدينة للإدلاء بأصواتهم، حيث إن الوضع الأمني هناك جيد.

وحث الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف الناخبين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية "من أجل توطيد دعائم الدولة الأوكرانية".

وشدد تورتشينوف -الذي لم يترشح في هذه الانتخابات- في خطاب نقله التلفزيون حيّا صباح الجمعة على أهمية المشاركة لاختيار قائد جديد للبلاد. وأكد أنهم يبنون حاليا "بلدا أوروبيا جديدا، وضع أسسه ملايين الأوكرانيين الذين أثبتوا أنهم قادرون على الدفاع عن خياراتهم وعن بلادهم".

وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات فستُجرى جولة إعادة يوم 15 يونيو/حزيران.

ونشرت كييف 55 ألف شرطي ونحو عشرين ألف متطوع لتأمين الانتخابات، فيما توعد الانفصاليون -من جهتهم- بمنع إجراء الاقتراع في الشرق، حيث يتوقع أن يواجه حوالي مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم.

كييف وواشنطن رحبتا بتصريحات بوتين عن قبوله بنتائج الانتخابات(أسوشيتد برس)
كييف وواشنطن رحبتا بتصريحات بوتين عن قبوله بنتائج الانتخابات(أسوشيتد برس)

ترحيب واشتباكات
تزامن ذلك مع إعلان بوتين الجمعة في كلمة بسان بطرسبرغ أنه سيحترم "خيار الشعب الأوكراني" وسيتعامل مع الرئيس المنتخب، في ما اعتبر بادرة تهدئة قبل اقتراع الأحد، غير أنه أضاف أن أوكرانيا تخوض بالفعل حربا أهلية.

ورحب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشتشيتسا بتصريحات بوتين، معربا عن أمله في أن تقرن تلك التصريحات "بأعمال ملموسة".

كما أعلنت الولايات المتحدة أيضا ترحيبها "بحذر" بموقف بوتين، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "سنرحب بـ"صدور" مؤشر من الروس يظهر قبولهم بنتائج انتخابات حرة وعادلة وديمقراطية في أوكرانيا". وأضاف "نركز حاليا على حسن سير هذه الانتخابات بشكل حر وعادل".

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد ناشدت روسيا قبول قرار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الانتخابات، حيث أرسلت المنظمة أكثر من ألف مراقب لمتابعة الرئاسيات التي تتوقع كييف أن تشهد نسبة مشاركة واسعة.

وقد أعلن أناتولي أتونوف نائب وزير الدفاع الروسي أن موسكو ستسحب كل قواتها من المناطق المجاورة للحدود مع أوكرانيا في غضون أيام قليلة.

واستمرت المعارك الجمعة بين الانفصاليين ومؤيدي كييف، مما أدى إلى مقتل أربعة مؤيدين لروسيا وثلاثة متطوعين من كتائب تدعم الجيش الأوكراني على الطريق المؤدية إلى شمال غرب دونيتسك.

جاء ذلك غداة يوم دام بالنسبة للجيش الأوكراني تكبد فيه أكبر خسارة في صفوفه منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تاريخ بداية العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، حيث قتل الخميس 18 جنديا نظاميا.

كما شهدت مدينة دونيتسك -التي تعد المعقل الرمز للحركة الانفصالية في شرق أوكرانيا- معارك ضارية.

وخلفت المعارك المستمرة منذ أكثر من شهر أكثر من 150 قتيلا بين جنود ومسلحين ومدنيين، بحسب حصيلة تعتمد الحد الأدنى أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية بناء على معطيات الأمم المتحدة ومسؤولين رسميين أوكرانيين ومتابعة مراسلي الوكالة.

المصدر : وكالات