تغطية إخبارية للجزيرة عن أزمة أفريقيا الوسطى

الحرب عبر النهر - تغطية إخبارية

تنشر الجزيرة نت تغطية خاصة عن الحرب في جمهورية أفريقيا الوسطى وآثارها المدمرة على المدنيين في ظل اتخاذ الصراع طابعا دينيا أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف.

ترصد التغطية الحرب في تلك الجمهورية قبالة العاصمة بانغي التي تقع على نهر أوبانغي الذي يعتبر في الوقت ذاته حدودا طبيعية بين أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

على الضفة الأخرى من النهر هناك بلدات كونغولية منها زونغو وليبينغ، لجأ إليها المدنيون هربا من الحرب والقتل العشوائي الذي ساد بلادهم.

الجزيرة نت زارت بلدتي زونغو وليبينغ حيث الآلاف المؤلفة من اللاجئين من أفريقيا الوسطى، وأطلعت على أحوالهم وحاورتهم، واستمعت إلى قصصهم وكيف ينظرون إلى عاصمتهم وبلدهم وهم أصبحوا لاجئين على الضفة الأخرى من النهر الذي يفصلهم عن بلادهم.

يُذكر أن الحرب في أفريقيا الوسطى بدأت بعيد استيلاء حركة "سيليكا" على مقاليد السلطة في مارس/آذار 2013، حيث خلعت الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي.

الحركة التي تتألف من مسلمين وغير مسلمين نصبت أول رئيس مسلم لأفريقيا الوسطى في تاريخها هو ميشال دجوتوديا الذي لم يستمر في المنصب سوى عشرة أشهر.

وبعيد تنصيب دجوتوديا بدأ الصراع، ودخل في القتال فصائل تتخذ طابعا دينيا رغم أن سيليكا كانت تضم مسلمين وغير مسلمين.

ويتبادل أطراف الصراع الاتهامات حول من بدأ القتال، فبينما يرى المسلمون بتلك الجمهورية أنهم مستهدفون من المليشيات المسيحية وعلى رأسها "أنتي-بالاكا"، يقول المسيحيون إن سيليكا استهدفتهم.

محايدون
ومهما يكن الأمر، فإن التغطية التي تنشرها الجزيرة نت اليوم تتناول قصص مواطنين من أفريقيا الوسطى غير منتمين إلى أي تيار سياسي أو ديني، وترصد التغطية واقعهم وآمالهم وطموحاتهم، كما تستمع لقصص القتل المروع من شهود عيان كانوا في موقع الحدث.

يتبين من القصص التي رواها الشهود أن بعضهم لا يزال يفتقر إلى الشعور بالأمان رغم خروجه من بلاده، ويظن أن النهر ليس كافيا للابتعاد عن الخطر، الأمر الذي أدى بأولئك اللاجئين إلى تجنب مخيمات اللاجئين التي لا يشعرون فيها بالأمان، واختيارهم الإقامة في مناطق سكنية يعرفون من بداخلها ويشعرون معهم بالأمان أكثر.

ومن الآثار الجانبية لهذا الاختيار، أن من يكون خارج مخيمات اللاجئين لا تصله المعونات بشكل منتظم مثل أولئك الذين داخل المخيمات، خاصة إذا عرفنا أن المضيفين لأولئك اللاجئين أناس فقراء وبسطاء أصلا، وأصبح لزاما عليهم أن يقتسموا القليل الذي يملكونه مع ضيوفهم الذين لجؤوا إليهم هربا من الحرب والموت.

كما ترصد التغطية جهود المنظمات الأممية والمنظمات غير الحكومية لمساعدة اللاجئين من أفريقيا الوسطى، إلا أن حجم المساعدات لا يزال محدودا. وتقدم التغطية بصيغة جديدة مشوقة للقارئ وتروي القصة بالكلمات والصور في وقت واحد.

المصدر : الجزيرة