مالي تندد بـ"جرائم" كيدال وواشنطن تحذر

Mali's Prime minister Moussa Mara (2ndR) reviews troops upon his arrival at Kidal, northern Mali, on May 17, 2014, where around 30 civilians and soldiers went missing following clashes between separatist militants and the Malian army in the rebel-controlled northern city of Kidal. The fighting broke out on Saturday outside the building as Mali's Prime Minister Moussa Mara was visiting Kidal as part of his
أعمال العنف جرت في وقت كان فيه رئيس الحكومة موسى مارا وعدد من الوزراء يزورون شمال البلاد (الفرنسية)

ندد الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا أمس الاثنين بـ"جرائم شنيعة" ارتكبت في كيدال (شمال شرق)، حيث قتل أكثر من ثلاثين شخصا نهاية الأسبوع في معارك بين جنود ماليين ومجموعات مسلحة، وسط تحذير الولايات المتحدة الأميركية من أن تدفع المواجهات إلى خطر الانزلاق مجددا إلى الحرب.

وقال الرئيس في رسالة بثها التلفزيون العام إن أعمال العنف هذه جرت في وقت كان فيه رئيس الحكومة موسى مارا وعدد من الوزراء يزورون شمال البلاد، وقد "استقبلوا بالرصاص والأسلحة الثقيلة من قبل المجموعات المسلحة" السبت في المدينة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد أن "الحكومة المالية سوف تقوم بدورها كاملا، خصوصا أن الذين خطفوا الرهائن وقاموا بإعدامات عشوائية سوف يلاحقون أمام السلطات القضائية الوطنية والدولية"، مشيدا بالضحايا.

‪‬ القوات المالية أرسلت تعزيزات أمنية إلى شمال البلاد(الفرنسية)
‪‬ القوات المالية أرسلت تعزيزات أمنية إلى شمال البلاد(الفرنسية)

هجوم مسلح
وكان مسلحو الطوارق شنوا السبت هجوما على مكتب الحاكم الإقليمي في كيدال قبل وصول مارا للمدينة، وأدى الهجوم إلى مقتل ستة مسؤولين حكوميين واثنين من المدنيين وما لا يقل عن ثمانية جنود وعدد آخر من مسلحي الطوارق، بالإضافة إلى أسر نحو ثلاثين من الموظفين.

وحسب الحكومة المالية، فإن 36 شخصا بينهم ثمانية عسكريين قتلوا خلال المعارك التي وقعت عندما كان الجنود الماليون يواكبون الوفد الرسمي، موضحة أن المواجهات شارك فيها مسلحون من الحركة الوطنية لتحرير أزواد (متمردو الطوارق)، وحركات مسلحة أخرى.

وقال كايتا "لم يعد مسموحا الشك في التلاحم بين الحركات المسلحة في شمال مالي والإرهاب الدولي، مضيفا "السبت الماضي كان مقاتلو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين والحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا يتنقلون في مركبات المعتدين إلى جانب الحركة الوطنية لتحرير أزواد".

في سياق متصل بالتطورات الميدانية، قال مصدر عسكري وشاهد عيان لوكالة رويترز إن جيش مالي استعاد اليوم نقاطا إستراتيجية في مدينة كيدال المتنازع عليها في شمال البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن هذه السيطرة تمت "دون قتال مع المتمردين الذين ما زالوا يسيطرون على معسكر للجيش ومكتب الحاكم في كيدال".

وقال مصدر عسكري كبير للوكالة ذاتها "وصلت كل التعزيزات العسكرية وسيطروا على كل المواقع الإستراتيجية في البلدة باستثناء مكتب الحاكم"، مضيفا "نحن في انتظار قرار سياسي قبل بدء الهجوم".

‪‬ المواجهات شارك فيها مسلحون من
‪‬ المواجهات شارك فيها مسلحون من "متمردي الطوارق"(رويترز-أرشيف)

تحذير أميركي
من جهتها، حذّرت الولايات المتحدة من أن يواجه شمال مالي خطر الانزلاق مجددا في الحرب، ودعت الحكومة ومسلحي الطوارق إلى العودة للمحادثات.

ونقلت وكالة رويترز عن مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ليندا توماس جرينفيلد قولها للصحفيين في باريس أمس "نحن قلقون جدا مما حدث ومن أن الرد قد يؤدي إلى عودة تلك المنطقة مجددا إلى الصراع".

يشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي أكدت أن من وصفتهم بـ"الانفصاليين الطوارق" في شمالي البلاد أطلقوا أمس الاثنين نحو ثلاثين موظفا حكوميا احتجزوهم منذ السبت في مدينة كيدال.

وتعد حركة أزواد -التي تطالب باستقلال الشمال في إطار خريطة الطريق الموقعة في يونيو/حزيران 2013 في بوركينا فاسو المجاورة- أن الحكومة لم تلتزم بوعدها للتفاوض معها حيال مستقبل المنطقة.

يذكر أن الحركة كانت قد شنت في يناير/كانون الثاني 2012 هجوما على الجيش المالي في الشمال بالتحالف مع إسلاميين مسلحين. وبعد انقلاب عسكري في مارس/آذار من العام نفسه، سيطرت هذه المجموعات المختلفة على مناطق في شمالي مالي سرعان ما طرد منها الطوارق بأيدي "جهاديين مرتبطين بالقاعدة".

لكن حركة تحرير أزواد تمكنت من العودة إلى كيدال إثر تدخل عسكري دولي قادته فرنسا وأدى إلى طرد الجهاديين من كبرى مدن الشمال عام 2013.

على صعيد متصل أرجأت فرنسا خططا لإعادة نشر ثلاثة آلاف جندي لمحاربة من تصفهم بـ"المتشددين" في أرجاء غرب أفريقيا قائلة إنها تحتاج إلى المساعدة في التعامل مع اندلاع جديد لأعمال العنف في شمال مالي.

المصدر : وكالات