مطالبة بتدخل أوروبي ضد ملاحقة تتار القرم

من تظاهرة العام الماضي في ذكرى التهجير - طالب التتار خلالها بحقوقهم المؤجلة منذ استقلال أوكرانيا وعودتهم
مظاهرة سابقة لتتار القرم في ذكرى تهجيرهم (الجزيرة)

الجزيرة نت-برلين

حثت منظمة حقوقية ألمانية الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا على التدخل لمنع "الملاحقات والتمييز" اللذين تمارسهما السلطات الموالية لروسيا بحق التتار في شبه جزيرة القرم، وكذلك إلغاء حظر فرضته هذه السلطات على سفر وحركة زعيم تتار القرم مصطفى جميلييف.

وقالت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة إنها تحذر بمناسبة الذكرى السبعين لتهجير تتار القرم -التي حلت الأحد- من تحول التتار الذين يمثلون السكان الأصليين للقرم إلى هدف لملاحقات آخذة في التزايد، وذلك بعد مقاطعتهم الاستفتاء الذي جرى بإقليمهم في مارس/آذار الماضي وأفضى إلى ضم روسيا الإقليم الأوكراني المتمتع بالحكم الذاتي إلى أراضيها.

وذكرت المنظمة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن الكثيرين من تتار القرم أصبحوا يتخوفون من أن يكون هدف الإدارة المحلية الموالية لروسيا بإقليمهم هو تهجيرهم من أراضيهم للمرة الثانية في التاريخ الحديث.

ذكرى التهجير
وأحيا تتار القرم -الذين يعتبرون من الشعوب المسلمة التركية ويقدر عددهم حاليا بأكثر من 300 ألف نسمة- اليوم الأحد ذكرى تهجير أسلافهم من شبه جزيرة القرم إلى جمهوريات آسيا الوسطي يوم 18 مايو/أيار 1944 على يد القائد السوفياتي الراحل جوزيف ستالين.

وخلال عملية التهجير قضى أكثر من 46% من تتار القرم نحبهم، فيما توصف بواحدة من أبشع جرائم التطهير القسري التي شهدتها أوروبا في العصر الحديث.

وقالت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة إن عمليات الملاحقة الحالية التي يتعرض لها تتار القرم أخذت بعدا متزايدا بلغ حد التهديد بحل المجلس الممثل لهذه الأقلية ديمقراطيا، وفتح المدعية العامة للقرم المعينة من روسيا تحقيقا ضد رئيس المجلس رفعت شباروف وسياسيين تتار آخرين بتهم القيام بأنشطة "متطرفة" بعد معارضتهم ضم إقليمهم إلى روسيا ورفضهم تحديد السلطات الروسية إقامة زعيمهم مصطفى جميلييف ومنعه من دخول القرم ومن السفر للاتحاد الروسي.

وقالت الناشطة الحقوقية سارة راينكا إن حظر روسيا سفر جميلييف وتحديدها إقامته بالمنطقة العازلة بين أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، جاء بعد تحذير الزعيم التتاري من تصاعد الملاحقة والتميز لمواطنيه من جانب الإدارة الموالية لموسكو بعد ضم القرم لروسيا.

واعتبرت راينكا -في تصريح للجزيرة نت- أن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يغضوا الطرف عن هذا الإبعاد من القرم الذي يعد الثاني بحياة جميلييف -وهو نائب في البرلمان الأوكراني- بعد نفيه خلال العصر السوفياتي بسبب دفاعه المستمر عن عودة مواطنيه إلى أراضيهم التي هجروا منها قسرا.

وقع مرير
واعتبرت الناشطة الألمانية أن إسقاط الاتحاد الأوروبي للقرم من حساباته سيكون له وقع مرير على سكان شبه الجزيرة التتار، الذين استمروا منذ استقلال أوكرانيا بشرح أوضاعهم الصعبة للحكومات والمؤسسات الأوروبية.

وشددت على أن "القرم لم يكن يوما من الأراضي الروسية"، وأن "ضمه لروسيا مثّل خرقا للقانون الدولي"، وخلصت إلى أن هذا الضم له تداعيات كارثية على التتار الضحايا التهجير والتمييز الواسع في عصر الاتحاد السوفياتي السابق.

المصدر : الجزيرة