كيري يحذّر من إبادة ومجاعة بجنوب السودان

US Secretary of State John Kerry delivers a speech during a news conference held at a hotel in Addis Ababa, Ethiopia, 01 May 2014. Kerry, who is currently on a three-nation visit in Africa, has met with regional officials to discuss the ongoing crisises in South Sudan and the Central African Republic. Kerry is scheduled to travel to Kinshasa, the capital of the Democratic Republic of Congo, on 03 May to meet the country's President Joseph Kabila. Shortly thereafter he will head to Angola to meet the President Jose Eduardo dos Santos.
كيري لمّح إلى فرض عقوبات على سلفاكير ومشار (الأوروبية)

حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الخميس من خطر حدوث عملية إبادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان، ملوحا بفرض عقوبات على زعيمي الفصيلين المتناحرين في الحرب الدائرة بينهما منذ أربعة أشهر.

ويزداد الغضب بسبب حجم عمليات القتل في ذلك البلد، كما ألقيت على القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت والمتمردين -الذين يدعمون نائبه السابق رياك مشار– مسؤولية المجازر وعمليات الاغتصاب والهجمات على قواعد الأمم المتحدة وتجنيد أطفال للقتال.

وقال كيري للصحفيين "هناك مؤشرات مقلقة للغاية بأن عمليات قتل على أسس عرقية وقبلية وقومية تُجرى (في جنوب السودان)، مما يثير أسئلة خطيرة، وإذا ما استمرت عمليات القتل بهذه الطريقة هذه فقد تشكل تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي يتعلق بمسألة الإبادة".

وهيمنت المخاوف من المجاعة وارتكاب عمليات إبادة في جنوب السودان على أجندة كيري الخميس بعد يوم من وصوله إلى إثيوبيا في مستهل جولة أفريقية تركز على أعنف النزاعات في القارة.

وأضاف كيري "تجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على أسس عرقية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الإنسان ويعرقلون المساعدات الإنسانية".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وقّع الشهر الماضي مرسوما يسمح بفرض عقوبات، من بينها مصادرة الأرصدة وحظر تأشيرات السفر ضد أي شخص يعتبر مهددا لجهود السلام في جنوب السودان.

ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في حصول جنوب السودان على استقلاله من الخرطوم في 2011، واعتبرت زيارة كيري للمنطقة بمثابة مؤشر على تزايد قلق واشنطن من انهيار ذلك البلد خلال فترة قصيرة.

وقتل الآلاف وربما عشرات الآلاف، وأجبر 1.2 مليون شخص على الأقل على الفرار من منازلهم في البلد الذي حصل على استقلاله من السودان في 2011.

مجاعة وتحذيرات
وتأتي تصريحات كيري عقب تحذيرات مسؤولين دوليين لحقوق الإنسان أمس الأربعاء تعهدوا ببذل كل ما بوسعهم للحيلولة دون حدوث عمليات إبادة، وحذروا من تزايد مخاطر المجاعة.

وقال كيري "يجب أن نحاول منع انتشار المجاعة التي يمكن أن تنجم عن أعمال العنف الجارية هناك الآن".

وأعرب كيري عن شعوره بالإحباط بسبب عدم اكتراث سلفاكير ومشار بوقف الحرب. وقال "بصراحة لقد شعرت بخيبة أمل من رد فعل هذين المسؤولين"، مضيفا أنه تحدث معهما عدة مرات.

وكانت المفوضة الدولية العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي انتقدت الأربعاء سفاكير ومشار.

بيلاي (وسط) مصدومة إزاء عدم مبالاة مشار (يمين) وسلفاكير بالجوع ببلدهما (أسوشيتد برس)
بيلاي (وسط) مصدومة إزاء عدم مبالاة مشار (يمين) وسلفاكير بالجوع ببلدهما (أسوشيتد برس)

وقالت بيلاي "صدمتني اللامبالاة الظاهرة التي أبداها القائدان حيال خطر المجاعة، لم يبدوا متأثرين كثيرا بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الآلاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصيا في حل خلافاتهما سلميا".

وتدور المواجهات منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات الرئيس سلفاكير والمتمردين من أنصار نائبه السابق مشار.

وقد تخللت المواجهات مجازر وتجاوزات بحق المدنيين على خلفية قبلية انطلاقا من انتماء سلفاكير إلى قبيلة الدينكا، ومشار إلى قبيلة النوير، وهما القبيلتان الكبريان في البلاد.

وكان كيري بدأ جولته الأفريقية الخميس بدعوة لوقف المعارك وتأمين وصول المساعدات الإنسانية  لجنوب السودان.

وقال كيري للصحفيين بعد لقائه نظراءه الإثيوبي والكيني والأوغندي في العاصمة الإثيوبية "أعتقد أنه من الواضح أن كل العالم متفق على القول إن المذابح يجب أن تتوقف، وإنه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية لشعب جنوب السودان".

وتستضيف أديس أبابا -مقر الاتحاد الأفريقي- محادثات لا تزال غير مثمرة حتى الآن بين حكومة سلفاكير والمتمردين بقيادة مشار. واستؤنفت المحادثات الاثنين الماضي بعد تأخير طويل، لكنها لم تحرز تقدما يذكر.

وكان اتفاق لوقف إطلاق النار وقّع بالأحرف الأولى في 23 يناير/كانون الثاني الماضي في أديس أبابا لكنه ظل حبرا على ورق.

المصدر : وكالات