مساع لإطلاق المراقبين الدوليين وتأهب على حدود أوكرانيا

دعت كل من روسيا والتشيك وألمانيا إلى إطلاق سراح مراقبين دوليين يحتجزهم انفصاليون موالون لروسيا شرقي أوكرانيا، في حين أرسلت الولايات المتحدة قوة إلى جمهورية ليتوانيا، وذلك بالتزامن مع تأهب عسكري على الحدود الأوكرانية الروسية.

ونقلت وكالة أنباء نوفستي الروسية عن مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعان الأوروبية التي يمثلها المراقبون المختطفون، قوله إن احتجازهم لا يساهم في نزع فتيل الأزمة، داعيا إلى الإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن.

وذكرت موسكو أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بحث هاتفيا مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير سبل نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا وقضية المخطوفين.

كما دعا لافروف واشنطن -في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري– إلى استخدام نفوذها لإطلاق سراح من سماهم بـقادة "الحركة الاحتجاجية" في شرقي أوكرانيا، في إشارة إلى الانفصاليين الموالين لروسيا.

من جانبها، طلبت الحكومة الألمانية من المسؤولين الأوكرانيين والروس بذل ما في وسعهم لإطلاق سراح مراقبي المنظمة الأوروبية الذين اختطفهم انفصاليون موالون لروسيا في مدينة سلافيانسك شرقي أوكرانيا مساء أمس الجمعة بدعوى اتهامهم بالتجسس لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبهدف مقايضتهم بمعتقلين من صفوفهم.

وقد أكد مصدر في الحكومة الألمانية أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أرسلت فريقا للتفاوض على إطلاق سراح المراقبين.

وفي هذا الإطار أيضا، دعا رئيس وزراء التشيك بوهوسلاف سوبوتكا إلى الإفراج عن المختطفين على الفور، معلنا إدانة بلاده لخطف المراقبين المشاركين في مهمة مراقبة تقودها ألمانيا بينهم ثلاثة من ضباط الجيش الألماني ومترجم، إضافة إلى تشيكي.

وفي أوكرانيا، قال جهاز الأمن في بيان إن أحد المراقبين المحتجزين يحتاج إلى عناية طبية عاجلة، مشيرا إلى أنهم يحتجزون في ظروف غير إنسانية.

وأكد البيان أن أجهزة الأمن أبدت استعدادها لتقديم مساعدة طبية ولكن الانفصاليين رفضوا العرض.

وبينما اتهم جهاز الأمن الأوكراني مواطنا روسيا -تصفه كييف بالعميل- بالتخطيط لعملية الخطف، نفت موسكو أن تكون قد أرسلت أي قوات أو عملاء لها إلى شرقي أوكرانيا.

وأعلن الخاطفون اليوم السبت عن موافقتهم على الإفراج عن المراقبين مقابل إطلاق سراح انفصاليين في معتقلات السلطات الأوكرانية.

‪قوة أوكرانية انتشرت في المناطق الشرقية من البلاد‬ (أسوشيتد برس)
‪قوة أوكرانية انتشرت في المناطق الشرقية من البلاد‬ (أسوشيتد برس)

تأهب
وعلى وقع التوتر في أوكرانيا، تشهد قوات حرس الحدود الأوكرانية على الحدود الشرقية مع روسيا حالة استنفار قصوى بسبب تحركات روسيا والموالين لها في شرقي البلاد.

ونقلت مراسلة الجزيرة وجد وقفي عن مصادر قولها إن القوات الروسية تشهد هي أيضا على الطرف الآخر من الحدود حالة من التأهب.

وفي إطار التحركات الدولية، وصلت قوات أميركية إلى جمهورية ليتوانيا في خطوة تستهدف طمأنة الدول الأعضاء في حلف الناتو وسط تصاعد الأزمة في أوكرانيا.

والقوة هي من المظليين وقوامها 150عسكريا حطت في قاعدة سيولياي الجوية. وتشكل هذه الوحدات طلائع لقوة من ستمائة جندي أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسلها لدول البلطيق لإجراء تدريبات مشتركة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت الجمعة أن طائرات روسية انتهكت "مرارا" في الساعات الـ24 الماضية المجال الجوي الأوكراني، مطالبة موسكو بخفض حدة التوتر مع كييف التي حذرت من غزو روسيا لأراضيها.

يشار إلى أن موسكو هددت في وقت سابق بالتدخل عسكريا في أوكرانيا للدفاع عن مصالحها ومصالح السكان الأوكرانيين المنحدرين من أصول روسية، وأرفقت تهديدها بمناورات عسكرية على طول حدودها مع جارتها شارك فيها على الأخص سلاح الجو الروسي.

وقد طالب وزير الخارجية الروسي نظيره الأميركي بالتدخل لوقف كييف عملياتها العسكرية في شرقي البلاد كجزء من جهود لنزع فتيل الأزمة.

غير أن الدول الغربية لوحت بعقوبات اقتصادية إضافية على موسكو، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما وأربعة من الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين اتفقوا على أن روسيا فشلت في تطبيق اتفاق جنيف لإحلال السلام في أوكرانيا، وسينسقون بشأن فرض عقوبات إضافية عليها.

المصدر : الجزيرة + وكالات