الأتراك يدلون اليوم بأصواتهم في الانتخابات البلدية

An election banner of Turkey's ruling AK Party with the pictures of Prime Minister Tayyip Erdogan (R) and local mayoral candidate Hasan Kara hangs in the main square of the border city of Kilis on the Turkish-Syrian border March 18, 2014. Residents on the Turkey-Syria border area say Prime Minister Tayyip Erdogan's ruling AK Party has mishandled the Syria crisis and exacerbated its impact on their province, and they plan to punish the party in Turkey's municipal elections on March 30. Erdogan has strongly backed opponents of President Bashar al-Assad since Syria's civil war erupted in 2011. Turkey opened its border to let in some 900,000 Syrian refugees, built camps to house them and gave free passage into Syria for the armed fighters, now dominated by hardline Islamists, battling Assad. Picture taken March 18, 2014. REUTERS/Murad Sezer (TURKEY - Tags: POLITICS ELECTIONS)
الانتخابات البلدية تأتي عقب مظاهرات مناهضة للحكومة في الصيف الماضي وعقب تسريبات فساد (رويترز)
undefined

يدلي الناخبون الأتراك اليوم بأصواتهم في الانتخابات البلدية، التي تجرى وسط حالة من التوتر، وتعد اختبارا لشعبية حزب العدالة والتنمية، ولرئيس الحكومة رجب طيب أردوغان الذي يواجه حسب البعض "وضعا صعبا" نتيجة احتجاجات في الشارع واتهامات بالفساد.

وتأتي هذه الانتخابات، عقب مظاهرات مناهضة للحكومة في الصيف الماضي، واتهامات فساد تفجرت في ديسمبر/كانون الأول وشهدت تدفقا مستمرا لتسجيلات مسربة على مواقع التواصل الاجتماعي.  

ورد رئيس الوزراء بالتنديد طوال الحملة الانتخابية الضارية بـ"مؤامرة" تستهدفه ويقف خلفها بنظره حلفاؤه السابقون من جماعة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، داعيا أنصاره إلى تلقينهم "درسا جيدا" في 30 مارس/آذار الحالي.

وألقى أردوغان كلمات في نحو ستين مناسبة في أنحاء البلاد على مدى الأسابيع القليلة الماضية، منددا في آخرها بتسريب وُضع على موقع يوتيوب لتسجيلات لكبار مسؤولي الأمن وهم يبحثون القيام بعمل عسكري محتمل في سوريا، ووصفه بأنه عمل "شرير".

وبدا مستشار رئيس الحكومة التركي طه كنش متيقنا من فوز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات البلدية، مشيرا إلى أن الشعب التركي واع ويعرف لأكثر من 12 سنة ما حققه أردوغان من نمو وتنمية في البلاد.

تسريب وضجة
وقد بدأت السلطات التركية البحث عن المسؤولين عن هذا التسريب الذي أثار ضجة لأنه نقل حديثا دار بين كبار مسؤولي الخارجية والأمن في اجتماع أمني حساس بشأن سوريا، مما أثار توترات سياسية في تركيا.

ووصف الرئيس التركي عبد الله غل التسريب بأنه تجسس يهدد أمن الدولة وأنه "وقاحة لم نشهد مثلها من قبل"، وأكد أنهم سيفعلون كل ما يلزم لكشف المسؤولين عن ذلك.

من جهته قال وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إن "هذه القرصنة المعلوماتية أثناء اجتماع تناقش فيه عمليات عسكرية لا يمكن اعتباره سوى هجوم عسكري".

وفي التسريب الذي نشر الخميس، يناقش أوغلو ونائبه فريدون شنرلي أوغلو ورئيس الاستخبارات حقان فيدان وضابط رفيع، في اجتماع قالت الصحف التركية إنه تم يوم 13 مارس/آذار الجاري في وزارة الخارجية بأنقرة، سيناريوهات لتنفيذ عملية سرية ترمي إلى تبرير تدخل عسكري تركي في سوريا.

ويسمع في التسريب صوت منسوب إلى فيدان يتحدث فيه عن إرسال أربعة رجال إلى سوريا لإطلاق ثمانية صواريخ على أرض خلاء داخل تركيا. ويضيف "إذا لزم الأمر، يمكن أن نشن هجوما.. هذه ليست مشكلة، يمكن اختراع تبرير لذلك".

وأكدت الحكومة التركية أن الاجتماع كان حقيقيا، لكنها قالت إن جزءا من النص "تم التلاعب به".

وبالإضافة إلى الانتقادات الواسعة للحجب الذي استهدف موقع تويتر الأسبوع الماضي، أثار الإجراء الجديد بحجب يوتيوب انتقادات كثيرة خاصة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وكانت الحكومة التركية قد أمرت الخميس بحجب موقع "يوتيوب" بعد أسبوع على إجراء مماثل ضد موقع تويتر.

تشير التوقعات إلى أن حزب العدالة والتنمية الذي فاز بكل الانتخابات منذ 2002 سيتصدر هذه المرة أيضا نتائج التصويت، متقدما على حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) وحزب الحركة الوطنية

استطلاعات وتوقعات
ورغم هذه التطورات تتوقع جميع معاهد استطلاعات الرأي التركية تراجع موقع حزب العدالة والتنمية الذي حصل على ما يقل بقليل عن 50% من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 2011، ولكن دون الوصول إلى سقوطه.

وتتوقع جميع الاستطلاعات التي نشرت في الأسابيع الأخيرة حصول حزب أردوغان من 35% إلى 45% من الأصوات على المستوى الوطني، فرغم الفضائح والخلافات، يبقى أردوغان السياسي الأكثر شعبية في البلاد بفارق كبير عن سواه.

كما تشير التوقعات إلى أن رئيس الحكومة الحالي الذي فاز بكل الانتخابات منذ 2002 سيتصدر هذه المرة أيضا نتائج تصويت، متقدما على حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديمقراطي) وحزب الحركة الوطنية.

وقال برنت ساسلي الخبير السياسي في جامعة تكساس الأميركية إن "أردوغان رجل سياسي ماهر ولا يزال يمارس ضغطا شديدا على كل المؤسسات التركية"، مضيفا "من الصعب تقدير حجم التراجع الذي سيسجله، لكن الفرص ضئيلة بأن يؤدي إلى ضرب شعبيته".

وأعلن مسؤولو الحزب الحاكم منذ الآن أن أي نتيجة تفوق نسبة 38.8% التي حصلوا عليها في الانتخابات البلدية عام 2009 ستكون بمثابة انتصار.

من جهته أكد أردوغان علنا أنه سينسحب من الحياة السياسية إذا لم يخرج حزب العدالة والتنمية مساء الأحد متصدرا نتائج الانتخابات، مما يعكس ثقة كاملة بنفسه.

المصدر : الجزيرة + وكالات