إدانة أممية لضم القرم وحشد روسي بحدود أوكرانيا
أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وقالت أوكرانيا إن روسيا حشدت نحو مائة ألف جندي على طول الحدود المشتركة بين البلدين، بينما قررت المعارضة البارزة يوليا تيموشينكو أن تترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/أيار المقبل.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس قرارا غير ملزم يدين الاستفتاء في القرم وإلحاق شبه الجزيرة بروسيا.
وحصل القرار -الذي تقدمت به أوكرانيا وشارك في رعايته الأوروبيون- على تأييد مائة دولة مقابل معارضة 11، وامتناع 58 عضوا عن التصويت من أصل بلدان الجمعية البالغ عددها 193.
وقال دبلوماسيون غربيون إن عدد المصوتين بـ"نعم" كان أعلى من المتوقع، وذلك رغم الضغوط التي قامت بها موسكو للوقوف دون الموافقة على القرار.
وقبل التصويت على القرار عبر عدد من الدبلوماسيين الغربيين عن أملهم في الموافقة على القرار وذلك من أجل الاستمرار في عزل روسيا دوليا، وهو الهدف الذي تسعى إليه العقوبات الدولية العديدة التي فرضت على موسكو منذ إعلانها ضم شبه الجزيرة.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر أن روسيا لن تعود إلى مجموعة الثماني الكبار ما لم يغير الرئيس فلاديمير بوتين من سياساته وتوجهاته تجاه باقي دول العالم. وقال هاربر بعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين إن بوتين رفض التعامل مع أعضاء المجموعة كشركاء واعتبرهم أعداء.
حشد روسي
من جانب آخر، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني أندريه باروبي أن حوالي مائة ألف جندي روسي يتمركزون قرب الحدود الأوكرانية، وذلك خلافا للتقديرات الأميركية التي تحدثت في وقت سابق عن تواجد نحو عشرين ألف جندي فقط.
وقال باروبي في مداخلة عبر الإنترنت من كييف مع مركز أبحاث بواشنطن إن الجنود الروس المتمركزين قرب الحدود جاهزون للضرب منذ عدة أسابيع، وأكد أن القوات الروسية ليست في القرم فقط بل على طول الحدود في الشمال والشرق والجنوب.
وقال المسؤول الأوكراني إن العملية الروسية تهدف إلى بسط سيطرة موسكو على منطقة القرم، وأكد أن القوات الروسية المنتشرة هي "قوات خاصة مدربة بشكل جيد جدا".
وشكك مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية في الأرقام التي ذكرها باروبي، وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "هذا يبدو رقما كبيرا جدا".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد تحدثت في وقت سابق عن تواجد أكثر من عشرين ألف عسكري روسي مزودين بمعدات ووحدات لازمة لعملية عسكرية على طول الحدود الأوكرانية الروسية. ونفت موسكو يوم الأحد الماضي حشد قواتها الحدود.
من جانب آخر، وصلت نحو عشر دبابات أوكرانية إلى محطة للسكك الحديدية في شمال القرم اليوم الخميس تمهيدا لنقلها في وقت لاحق إلى أوكرانيا.
وأمرت أوكرانيا يوم الاثنين قواتها بالانسحاب من القرم من أجل سلامتها، لكن لم تغادر جميع القوات
حتى الآن شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود.
ترشح للرئاسة
من جهة أخرى، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو ترشحها للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار المقبل.
وقالت تيموشينكو (53 عاما) في مؤتمر صحافي عقدته
بكييف إنها تعتزم أن تتشاور مع نواب حزبها باتكيفشينا (الوطن) الذي يعقد مؤتمره السبت المقبل، لكي تقدم رسميا ترشيحها.
وتولت تيموشينكو رئاسة الوزراء مرتين وخاضت سباق الرئاسة عام 2010، إلا أن فيكتور يانوكوفيتش تغلب عليها في جولة الإعادة بفارق ضئيل.
وبعد ذلك شن يانوكوفيتش حملة على تيموشينكو وحلفائها وسجنت عام 2011 بتهمة استغلال منصبها في صفقة غاز مع روسيا، وأطلق سراحها في فبراير/شباط الماضي بعد إزاحة يانوكوفيتش عن السلطة.
وحسب استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة، فإن الملياردير ورجل السياسة بترو بوروشنكو هو الأوفر حظا بالفوز في انتخابات 25 مايو/أيار المقبل.