موالون لروسيا يقتحمون مقر البحرية الأوكرانية بالقرم

سيطر عشرات المسلحين الموالين لروسيا على مقر البحرية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم التي وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس معاهدة لضمها إلى الأراضي الروسية، وفي غضون الإدانات الدولية لهذا الضم، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون مجموعة السبع لبحث "إقصاء" روسيا من عضوية مجموعة الثماني.

وقالت مصادر رسمية وشهود عيان إن جنودا أوكرانيين غادروا مقر قيادة البحرية الأوكرانية في مدينة سيفاستوبول بالقرم، وذلك بعد أن سيطر عليه نحو مائتي مسلح موالين لروسيا.

وقالت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء إن الأدميرال سيرغي غايدوك نائب قائد البحرية الأوكرانية وحوالي خمسين ضابطا غادروا المبنى بأمتعتهم الشخصية.

وفي وقت سابق، قالت مصادر أوكرانية إن قوات روسية تعتقل غايدوك، ونقل مراسل الجزيرة في كييف عن وزارة الدفاع الأوكرانية قولها إن مصير قائد قوات البحرية لا يزال مجهولا، كما أن مجلس الأمن القومي في أوكرانيا بدأ اجتماعا لدراسة الوضع في القرم وتقييم التهديدات الأمنية التي تحيط بالبلاد.

وقد أوفدت الحكومة الأوكرانية المؤقتة إلى القرم كلا من فيتالي ياريما نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بالوكالة إيغور تنيوخ للوقوف على الوضع هناك، لكن رئيس حكومة القرم سيرغي أكسيونوف قال إنه لن يسمح لهما بالدخول.

وفي وقت لاحق نقل مراسل الجزيرة في كييف عن مصادر رسمية قولها إن طائرة الوفد الوزاري لم تتمكن من الهبوط بعد منعها من سلطات القرم.

"إقصاء دائم"
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الأربعاء أن مجموعة السبع التي سيجتمع قادتها الاثنين في لاهاي، والتي تضم كلا من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة ستبحث إمكانية "إقصاء دائم" لروسيا من مجموعة الثماني التي تضم الدول السابقة إضافة إلى روسيا.

وقال كاميرون أمام مجلس العموم البريطاني إن هذه هي "الطريقة المثلى للتحرك" ضد روسيا في حال تبنت خطوات أخرى مثل تلك التي قامت بها في القرم.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا قادة مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للاجتماع الأسبوع المقبل على هامش قمة الأمن النووي في لاهاي للرد على تطور الأوضاع في أوكرانيا.

بدوره، حذر جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي روسيا من أنها ستواجه المزيد من العزلة السياسية والاقتصادية إذا استمرت في "الطريق الأسود" الذي تسلكه في التعامل مع أوكرانيا.

وجاء كلام بايدن في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع عقده اليوم الأربعاء مع رئيسي ليتوانيا ولاتفيا بهدف طمأنة دول البلطيق بأن الولايات المتحدة ستفي بالتزامها بحمايتها والدفاع عنها.

روسيا حشدت قوات وآليات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا (رويترز-أرشيف)
روسيا حشدت قوات وآليات عسكرية على الحدود مع أوكرانيا (رويترز-أرشيف)

إدانات دولية
وتأتي هذه التطورات في ظل تواصل الإدانات الدولية للخطوات التي اتخذتها روسيا لضم شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، حيث وقع بوتين معاهدة لضم شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا، وذلك بعد استفتاء أجري
في شبه الجزيرة يوم الأحد، وقال أغلبية المشاركين فيه إنهم يؤيدون الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

وقد صادقت المحكمة الدستورية الروسية الأربعاء بالإجماع على المعاهدة، وقالت إنها مطابقة للدستور الروسي، ومن المنتظر أيضا أن يصادق عليها البرلمان الروسي في وقت لاحق هذا الأسبوع.

واعتبرت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليابان وأستراليا في تصريحات وبيانات منفصلة أن الخطوات الروسية لضم القرم "مخالفة للقانون الدولي" و"انتهاك للسيادة الأوكرانية".

من جهته، قال الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير الخارجية السويسري ديديه بولخارتر إن الإجراءات الروسية بشأن ضم القرم "تشكل انتهاكا للالتزامات الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

ومن المرتقب أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي غدا الخميس في بروكسل لبحث توسيع العقوبات الاقتصادية التي سبق أن فرضها الاتحاد على روسيا.

أما حلف شمال الأطلسي (ناتو) فقال أمينه العام أندرس فوغ راسموسن إن ما فعلته روسيا في القرم "غير قانوني وغير شرعي ولن يعترف به الحلف"، وعبر عن قلقه من مقتل جندي أوكراني في القرم يوم أمس، داعيا جميع الأطراف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي مزيد من التصعيد.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا بدوره جميع الأطراف إلى استئناف "الحوار البناء" لحل الأزمة، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام الأممي إن هذا الأخير يتابع الوضع في أوكرانيا بقلق بالغ.

المصدر : الجزيرة + وكالات