روسيا تؤكد شرعية الاستفتاء في القرم

A woman casts her vote while holding her dog at a polling station on March 16, 2014 in Simferopol. Polls opened in Crimea on March 16 for a unique referendum on breaking away from Ukraine and join Russia that has precipitated a Cold War-style security crisis on Europe's eastern frontier. Ukraine's new government and most of the international community except Russia have said they will not recognise a result expected to be overwhelmingly in favour of immediate secession. AFP PHOTO / VIKTOR DRACHEV
المشاركة في التصويت حتى الظهر كانت عالية نسبيا وفق مسؤولين في إقليم القرم (الفرنسية)
undefined

واصل سكان إقليم القرم جنوب أوكرانيا اليوم الأحد التصويت في الاستفتاء على الانضمام لروسيا, وتحدث مسؤولون محليون عن نسبة مشاركة عالية نسبيا قبل ساعات من غلق مكاتب الاقتراع, في وقت تمسكت فيه روسيا بشرعية الاستفتاء رغم تهديد الغرب بتشديد العقوبات عليها.

وقالت مراسلة الجزيرة إلسي أبي عاصي -نقلا عن مسؤولين من اللجنة المشرفة على الاستفتاء- إن نسبة المشاركة بلغت ظهر اليوم 40%.

وفي الوقت نفسه تقريبا, تحدث سيرغي أكسيونوف رئيس وزراء جمهورية القرم -المتمتعة بالحكم الذاتي ضمن أوكرانيا- عن اقتراب نسبة المشاركة من 50%.

وفتحت مكاتب الاقتراع في الثامنة صباحا وتغلق في الثامنة مساء. ومن المقرر أن تعلن اللجنة الانتخابية عن النتائج الأولية مساء اليوم، على أن تعلن النتائج النهائية الاثنين أو الثلاثاء.

وهناك توقعات بأن سكان القرم ومعظمهم من ذوي الأصول الروسية سيصوتون لصالح الانضمام لروسيا, كما قالت الحكومة بكييف إن نتيجة الاستفتاء "محسومة سلفا".

وتعتبر روسيا الاستفتاء شرعيا, بينما تصفه أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه مخالف للقانون الدولي, ولا يعدو أن يكون "مهزلة".

تصويت للانفصال
وقالت مراسلة الجزيرة في القرم إن برلمان القرم سيجتمع لإقرار نتائج الاستفتاء حال إعلانها رسميا. وقال مراقبون دوليون بينهم أوروبيون إن الاستفتاء تم في هدوء, وأضافوا أنه لم تسجل خروقات, في حين تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن بعض الخروقات بينها التصويت المبكر في بعض المكاتب.

بوتين أبلغ ميركل وقادة غربيين موقف موسكو بشرعية الاستفتاء بالقرم (رويترز-أرشيف)
بوتين أبلغ ميركل وقادة غربيين موقف موسكو بشرعية الاستفتاء بالقرم (رويترز-أرشيف)

وتحدث مراسلو الجزيرة عن إقبال كثيف في بعض مناطق القرم, خاصة في مدينتي سيمفروبول وسيفاستوبول في مقابل مشاركة أقل في مناطق يغلب عليها التتار.

وفي هذا الإطار, أشار رئيس وفد المراقبين الأوروبيين النائب بالبرلمان البولندي ماتيوش بيسكورسكي إلى مشاركة كثيفة في ساعات الصباح الأولى. وكانت سلطات القرم تحدثت عن وجود خمسين مراقبا من 21 دولة لمراقبة الاستفتاء إلى جانب مائتي صحفي.

وكان برلمان القرم قد تبنى مؤخرا مرسوما يقر فيه انضمام الإقليم إلى روسيا التي يتخذ برلمانها (مجلس الدوما) إجراءات تسمح بانضمام أقاليم لروسيا.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلاده تحترم خيار سكان القرم. واعتبر مجددا أن الاستفتاء بالقرم يتوافق مع القانون الدولي, معربا عن قلقه من تنامي تهديدات من يصفهم بالمتطرفين القوميين في شرق وجنوب شرق أوكرانيا.

من جهتها, حثت ميركل بوتين على السماح بنشر مراقبين من منظمة التعاون والأمن في أوروبا بشرق وجنوب شرق أوكرانيا, ونددت بأي تدخل عسكري روسي في مناطق أوكرانية أخرى خارج القرم.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن بدوره -في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري- أن الاستفتاء في القرم يتفق تماما مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن النتائج ينبغي أن تكون نقطة البداية في تحديد مصير شبه الجزيرة.

وكان روسيا استخدمت أمس حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار غربي بمجلس الأمن يعتبر استفتاء القرم غير شرعي.

وهدد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينوك اليوم بجلب دعاة الانفصال بالقرم ليمثلوا أمام المحاكم.

هدنة بالقرم
في الأثناء, اتفقت روسيا وأوكرانيا اليوم على هدنة في القرم حتى 21 من الشهر الجاري, تفك خلالها القوات الروسية الحصار الذي تضربه على قواعد عسكرية أوكرانية.

وقال الوزير المكلف بحقيبة الدفاع الأوكرانية إيهور تينوخ إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع وزارة الدفاع الروسية والأسطول الروسي بالقرم ينص على ألا تستهدف القوات الروسية المواقع العسكرية الأوكرانية بالإقليم.

وكان تينوخ اتهم في وقت سابق اليوم روسيا بمواصلة تعزيز قواتها بالقرم. وقال إن عدد الجنود الروس هناك وصل إلى 22 ألفا، في حين أن الاتفاقية المتعلقة بأسطول البحر الأسود الروسي لا تسمح بأكثر من 12500 جندي روسي. وأضاف أن القوات المسلحة الأوكرانية تتخذ الإجراءات الملائمة على امتداد الحدود الجنوبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات