ماليزيا تؤكد تعطيل أجهزة اتصال الطائرة المفقودة

An Indonesian Navy pilot conducts an aerial search for the missing Malaysia Airlines flight MH370 in the waters bordering Indonesia, Malaysia and Thailand on March 10, 2014. Mystery deepened on March 10 over the fate of the Malaysian jet carrying 239 people, as tests on oil slicks scotched suspicions it was aircraft fuel while the search for debris failed to yield any trace of the missing aircraft. AFP PHOTO / ATAR
عمليات البحث المستمرة منذ أسبوع لم تفلح في الوصول لأي أثر للطائرة (الفرنسية)
undefined

تتواصل عملية البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة مع بروز معلومات جديدة تقدم تفسيرات مختلفة عن الحادث، وتحدثت مصادر مختلفة عن تعطيل متعمد لأجهزة الاتصالات بالطائرة وتغيير مسارها عن طريق "طيار محنك" قادها بعيدا عن مجال تغطية الرادارات المدنية.

وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن أجهزة الاتصال الخاصة بالطائرة المفقودة تم تعطيلها، وأكد في مؤتمر صحفي اليوم السبت أن الطائرة تم رصدها من طرف رادرات عسكرية بعد أكثر من ست ساعات من فقدان اتصالها بالرادرات المدنية، وبالرغم من ذلك قال عبد الرزاق إنه لا يستطيع أن يؤكد أن الطائرة تعرضت للخطف.

وأوضح أن المعطيات التي تم تجميعها من الأقمار الاصطناعية تؤكد أن الطائرة موجودة في واحدة من منطقتين، الأولى بين شمال تايلند وكزاخستان والثانية تمتد من إندونيسيا إلى جنوب الهند. وأكد أن عمليات البحث في بحر جنوب الصين انتهت وجارية الآن إعادة انتشار فرق البحث.

وفي وقت سابق نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول حكومي ماليزي على اطلاع بالتحقيق قوله إن تعرض الطائرة للاختطاف لم يعد فرضية بل أصبح واقعا مؤكدا بناء على المعطيات التي تم جمعها، ورجح أن يكون خاطف أو أكثر قد استولوا على الطائرة وقاموا بتعطيل أجهزة الاتصال بها وحولوا مسارها بعيدا عن الاتجاه الأصلي، وأوضح أن هناك غموضا بشأن دوافع العملية واتجاه الطائرة النهائي.

وقال مسؤول عسكري ماليزي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه استنادا إلى معطيات جمعها رادار فإن الطائرة التي اختفت يوم السبت الماضي بعد نحو ساعة من إقلاعها من مطار كوالالمبور باتجاه بكين، قد يكون تم تغيير مسارها من طرف طيار "محنّك" على دراية واسعة بالطرق الجوية وأماكن وجود الرادارات في المنطقة. وأوضح المسؤول العسكري أن هذه الفرضية تستند إلى بيانات مأخوذة من رادار عسكري ولم تنشر.

وقال إن الطائرة توجهت إلى المحيط الهندي، الذي يبعد كثيرا إلى الغرب عن المسار الذي كان يفترض بالطائرة التي كانت تقل 239 راكبا أن تلتزم به للوصول إلى بكين.

بدورها نقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة عن مصادر قريبة من التحقيق قولها إن الطائرة غيرت على الأرجح مرارا مسارها وارتفاعها بعد أن فقدت الاتصال بأبراج المراقبة، وأوضحت أن الطائرة حلقت على الأرجح على ارتفاع يصل إلى 45 ألف قدم (13 ألف و700 متر) أي أعلى بكثير من الارتفاع الأقصى المسموح به لطائرة من طراز بوينغ 777.

وأوضحت الصحيفة أن رادارات الجيش الماليزي رصدت الطائرة وهي تهبط بطريقة غير اعتيادية لتصل إلى ارتفاع 23 ألف قدم، أي دون ارتفاع التحليق، وذلك لدى اقترابها من بينانغ، الجزيرة الماليزية المكتظة بالسكان.

الطائرة المفقودة قد تكون سقطت في المحيط الهندي بعد أن نفد وقودها (رويترز)
الطائرة المفقودة قد تكون سقطت في المحيط الهندي بعد أن نفد وقودها (رويترز)

تحليلان مختلفان
أما وكالة رويترز فقد نقلت عن مصدر على اطلاع ببيانات التحقيق قوله إن البيانات التي تم الحصول عليها من الذبذبات التي أرسلتها الطائرة إلى الأقمار الاصطناعية فسرت بحيث تقدم تحليلين مختلفين.

وقال المصدر إن الاحتمال الأرجح هو أن الطائرة بعد اتجاهها للشمال الغربي قامت بتحول حاد إلى الجنوب في المحيط الهندي حيث يعتقد المسؤولون بناء على البيانات المتوفرة أنها ظلت تطير إلى أن نفد وقودها وسقطت في الماء.

وكان لدى الطائرة وقود يكفي لرحلتها الأصلية التي كانت ستستمر أقل من ست ساعات وبعض الوقود الاحتياطي. وعند النقطة التي أبلغ فيها أنها تحولت لأول مرة عن مسارها الأصلي عندما كانت قبالة الساحل الشرقي لماليزيا كان لدى الطائرة وقود يكفي فقط لأقل من خمس ساعات.

وأشار المصدر الذي تحدث لرويترز إلى أن التفسير الآخر المستقى من الذبذبات هو أن الطائرة واصلت الطيران إلى الشمال الغربي وحلقت فوق الأراضي الهندية، غير أنه أكد أن هذا الاحتمال ضعيف لأن الهند تملك دفاعا جويا وتغطية رادراية قويين كانتا ستتيحان للسلطات رصد الطائرة واعتراضها.

عمليات البحث عن الطائرة المفقودة تشارك فيها سفن وطائرات من 13 دولة (رويترز)
عمليات البحث عن الطائرة المفقودة تشارك فيها سفن وطائرات من 13 دولة (رويترز)

أقمار اصطناعية
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قد كشفت أن مشغل الأقمار الاصطناعية "إينمارسات" ومقره لندن رصد إشارات صادرة عن الطائرة بعد ساعات عديدة من اختفائها من شاشات الرادار.

وقالت الهيئة إن إينمارسات تلقت إشارة أوتوماتيكية من الطائرة بعد خمس ساعات على الأقل من الإعلان عن اختفاء الطائرة، وأوضحت أن "هذه الإشارة لا يمكن أن ترسل إلا إذا كانت الطائرة سليمة ومزودة بالكهرباء".

وفي خطوة جديدة للمساعدة في رصد أثر الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة "إم إتش 370″، قالت منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية إنها قدمت الإشارات الصوتية والاهتزازية التي جمعتها إلى الخبراء الذين يبحثون عن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية.

وقال رئيس المنظمة لاسينا زيربو إن تلك المعلومات يمكن أن تسلط الضوء على مكان الطائرة. وساعدت المعلومات التي قدمتها المنظمة في الكشف عن بعض حوادث الطائرات، مثل تحطم طائرة في مطار ناريتا في اليابان في مارس/آذار 2009.

وفي هذه الأثناء تتواصل عمليات البحث عن أي أثر للطائرة، وارتفع عدد الطائرات والسفن المشاركة في العملية التي تستمر منذ أكثر من أسبوع إلى أكثر من مائة قدمت من 13 دولة، وتوسع البحث ليشمل مناطق في المحيط الهندي.

المصدر : وكالات