شرطي فيرغسون قاتل الفتى الأسود: ضميري مرتاح

قال الشرطي دارين ويلسون قاتل الفتى الأميركي الأسود مايكل براون في مدينة فيرغسون إنه لم يسعه أن يتصرف بأي شكل آخر، وإن ضميره مرتاح. في غضون ذلك تواصلت بمدن أميركية الاحتجاجات على قرار عدم ملاحقة ويلسون قضائيا. 

ففي أول ظهور إعلامي له منذ واقعة إطلاقه النار على مايكل براون وقتله، قال ويلسون إنه أدى واجبه ولم يتصرف مع الضحية على أساس عرقي، وهو كان سيتصرف بنفس الطريقة مع شاب أبيض.

وأوضح لمحطة "أي.بي.سي" الأميركية أنه خاف من أن يُقتل لاعتقاده بأن الفتى (18 عاما) كان بصدد انتزاع سلاحه ليطلق النار عليه، وقال "إنه انقضّ عليّ وكان سيقتلني". 

لكن عائلة براون قالت الأربعاء إنها "لا تصدق أي كلمة" من إفادة ويلسون، وقالت الوالدة إن هذه الرواية غير صحيحة، منددة "بنقص تام في الاحترام" حيال ابنها.

وقالت ليسلي ماكسبادين لشبكة "سي.بي.أس" الأميركية "لا أصدق أي كلمة مما قاله.. أعرف جيدا ابني.. لم يكن ليقوم بهذه الأمور.. لم يستفز أحدا". أما والده فندد أيضا بإفادة ويلسون وقال لشبكة "أن.بي.سي" الأميركية "أولا، ابني كان يحترم قوات الشرطة.. وثانيا، أي شخص عاقل يجرؤ على تحدي شرطي يحمل سلاحا؟". 

أما محامي عائلة الشاب الأسود بنجامين كرامب فانتقد من جهته ما وصفه "بنظام (قضائي) في خلل"، لافتا إلى التناقضات في شهادات الشرطي ويلسون، ومعربا عن أسفه لأن الأخير لم يواجه أي استجواب مضاد. 

لكن الشرطي ويلسون -الذي ما زال في عطلة إدارية- ليس في منأى عن أي ملاحقة. وقد ذكر وزير العدل إريك هولدر أن ثمة تحقيقين يجريان في القضية، ووعد بنتائج سريعة من أجل "إعادة الثقة" بين الشرطة والمواطنين السود.

احتجاجات
في هذه الأثناء تواصلت بمدن أميركية عدة الاحتجاجات على قرار هيئة محلفين عليا في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري بعدم ملاحقة الشرطي ويلسون قضائيا. وقد عززت السلطات إجراءاتها الأمنية في الولاية تحسبا لتجدد أعمال العنف. 

وعاشت فيرغسون مساء الثلاثاء ليلة ثانية من الاضطرابات ردا على إسقاط الملاحقات القضائية بحق الشرطي ويلسون، بينما عمت مظاهرات عفوية سائر أرجاء الولايات المتحدة. 

الاحتجاجات جرت في عدة مدن أميركية (رويترز)
الاحتجاجات جرت في عدة مدن أميركية (رويترز)

وقد تم نشر 2200 عسكري من الحرس الوطني في فيرغسون لمنع تكرار إشعال الحرائق وعمليات النهب.

وفي سانت لويس أحرق متظاهرون سيارة للشرطة، وأعلنت السلطات أن التجمع "غير قانوني"، مهددة باعتقال المحتجين والصحفيين. 

وفي كليفلاند (أوهايو، شمال) سار متظاهرون الثلاثاء احتجاجا على مقتل الفتى براون. وفي نيويورك تم توقيف عدد من المتظاهرين مساء الثلاثاء بعد اعتقال شخصين مساء الاثنين. 

وحملت أثناء التجمعات لافتات كتب عليها عبارات مثل "السجن للشرطيين القتلة" و"نطالب بالعدالة لفيرغسون" و"ارفعوا أيديكم، لا تطلقوا النار"، و"حياة السود مهمة" و"ليتوقف عنف الشرطة". 

كما نزل مئات المتظاهرين إلى شوارع بوسطن وفيلادلفيا (شرق) وناشفيل (جنوب). وأحصت شبكة التلفزة "سي.أن.أن" تجمعات في 170 مدينة أميركية. 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ندد بأعمال العنف التي شهدتها مدينة فيرغسون، وقال إنه لا يشعر بأي تعاطف مع الأشخاص الذين يعتقدون أن واقعة إطلاق النار ذريعة لنشر العنف في البلاد، وأضاف أن نظام القضاء يجب أن يكون عادلا ومنصفا للجميع، شريطة احترام الجميع لبنود القانون.

وبعد ثلاثة أشهر من المداولات خلصت هيئة المحلفين الاثنين إلى أن الشرطي دارين ويلسون تصرف بحكم الدفاع المشروع عن النفس بإطلاق 12 طلقة باتجاه مايكل براون الذي صفعه أولا على وجهه قبل أن يلوذ بالفرار.

المصدر : الجزيرة + وكالات