فريق نووي يصل طهران لتفتيش موقع غاشين
وصل ثلاثة مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الثلاثاء إلى طهران لتفقد منجم اليورانيوم في غاشين (جنوب)، في إطار اتفاق مؤقت يسمح للوكالة بالتأكد من الطبيعة السلمية حصرا للبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، سعيا لتهدئة مخاوف القوى الدولية من عسكرة هذا البرنامج.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي قوله "إن هؤلاء المفتشين الثلاثة وصلوا إلى طهران وسيتوجهون غدا (اليوم الأربعاء) إلى بندر عباس لزيارة منجم غاشين"، مضيفا أن زيارة المنجم نظمت وفقا لبنود الاتفاق المرحلي وأن الزيارة ستجرى "تبعا لحاجاتهم".
وكان المدير العام للوكالة يوكيا أمانو قد قال الأسبوع الماضي إن زيارة موقع غاشين ستجرى "في الأيام المقبلة"، وستكون هذه الزيارة هي الأولى لمفتشين من الوكالة الدولية إلى الموقع منذ عام 2005.
ويعد السماح بالزيارة من بين ست خطوات أساسية وافقت عليها إيران بموجب الاتفاق الذي أبرم مع الوكالة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني ودخلت المرحلة الأولى منه حيز التنفيذ قبل أيام، ويقضي بتجميد الأنشطة النووية الإيرانية الحساسة لمدة ستة أشهر مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية المفروضة على طهران.
استئناف المفاوضات
وتأتي زيارة المفتشين في وقت أكدت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جينفر بساكي أن محادثات الملف النووي بين طهران ومجموعة "5+1" (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) سوف تجري في نيويورك منتصف فبراير/شباط "على أن يحدد التاريخ لاحقا".
وأضافت بساكي أن هذه المحادثات ستجري بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون، وستشارك عن الجانب الأميركي المديرة السياسية في وزارة الخارجية ويندي شيرمان، لكنها لم تفصح عما إن كانت المحادثات ستجري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أم في مكان آخر.
وصرح مصدر إيراني مقرب من الوفد الإيراني المفاوض الاثنين بأن الجولة الأولى بنيويورك ستبحث جدول أعمال المفاوضات ومستواها وکيفية استمرارها بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي.
وحذر المصدر من أن المفاوضات ستتعطل -كما سيتعطل تنفيذ اتفاق جنيف الأخير- إذا استغلت بعض الدول الكبرى المحادثات المرتقبة لإثارة قضايا إيرانية داخلية مثل حقوق الإنسان، أو في حال فرض الكونغرس مزيدا من العقوبات بسبب تلك القضايا.
ظريف يبرر
ومن جهة أخرى، قال ظريف -في تصريحات بطهران- إن التوجه الإيراني في خوض المفاوضات النووية هدفه سحب "الذريعة من يد الکيان الصهيوني" الذي قال إنه "سعى باستمرار خلال السنوات الماضية تحت ذريعة برنامج إيران النووي السلمي، إلى تضليل الرأي العام وحکومات العالم وصرف انتباهها عن الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه، صرح وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأميركي اليوم الثلاثاء بأن بلاده كانت "حذرة" في التعامل مع طهران بشأن المسألة النووية لما تقوم به من سلوك "يهدّد مصالح أصدقائنا وشركائنا في المنطقة، إضافة إلى تهديد المصالح الأميركية".
وأضاف بيرنز أن المسألة النووية تشكل "التحدي الأكبر الذي تفرضه إيران، ولذلك فإننا منخرطون بشكل مباشر وثنائي مع الإيرانيين، وعملنا أيضا بشكل فاعل" مع مجموعة 5+1 لإحراز تقدم نحو حل دبلوماسي للمسألة النووية.
وفي موضوع ذي صلة، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية حسن فيروز آبادي اليوم إن الأميركيين ارتكبوا مؤخرا خطأ فادحا بتهديد بلاده بالخيار العسكري.
واعتبر فيروز آبادي أن من الأفضل للأميركيين أن يعتمدوا الخيار الدبلوماسي نفسه الذي اعتمدوه في إطار اتفاق جنيف، وألا يقطعوا الطريق أمام الحوار من خلال تصريحات "عديمة الأهمية".
وسبق لوزير الخارجية الأميركية جون كيري أن أعلن مؤخرا وجود خيارات عسكرية إذا لم تلتزم طهران بتعهداتها المتعلقة باتفاق جنيف النووي.