يانوكوفيتش يتعهد بتعديل وزاري والمعارضة تصعد

أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مساء الجمعة عزمه إدخال تعديل على حكومته، وذلك عقب لقائه مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع وسياسة الجوار ستيفان فولي، وسط تصاعد الاحتجاجات واقتحام المتظاهرين المؤيدين للشراكة مع أوروبا مبنى وزارة الزراعة في العاصمة كييف وسيطرتهم على مبانٍ حكومية أخرى.

ونقلت وكالة رويترز عن وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن يانوكوفيتش قال إن "قرارات كبيرة ستتخذ في جلسة خاصة للبرلمان من المقرر عقدها يوم الثلاثاء".

وقال يانوكوفيتش في تصريحات نشرت على موقعه الإلكتروني "بصفتي الرئيس سأوقع مرسوما وسنجري تعديلا وزاريا للتوصل إلى أفضل فريق حكومي محترف في إمكاننا"، إلا أنه لم يشر إلى نطاق التعديل الوزاري.

من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن يانوكوفيتش أكد أنه ينوي الإفراج عن جميع المتظاهرين الذين أوقفوا، متعهدا بتعديل القوانين المثيرة للجدل التي أقرت الأسبوع الفائت لتشديد العقوبات لتصل إلى السجن النافذ بحق المتظاهرين.

في المقابل، أرفق الرئيس الأوكراني تنازلاته بتحذير مفاده أنه سيستخدم "جميع الوسائل الشرعية" التي يملك إن لم يجد حلا للأزمة مع المعارضة". وجاءت تصريحات يانوكوفيتش عقب دعوات دولية حثت الحكومة الأوكرانية على التخلي على العنف وبدء الحوار مع المعارضة.

‪(‬  المحتجون نصبوا حواجز جديدة وسط العاصمة كييفالأوروبية)
‪(‬  المحتجون نصبوا حواجز جديدة وسط العاصمة كييفالأوروبية)

حث على الحوار
وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو قد حث الرئيس يانوكوفيتش -خلال مكالمة هاتفية- على البدء فورا في حوار مع المعارضة، في وقت ينتظر فيه أن تزور مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون البلاد الأسبوع المقبل.

وقال باروسو إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتوسط في الأزمة، وفق ما صرح المتحدث باسمه أوليفر بيلي للصحفيين في بروكسل.

وقال بيلي إن العقوبات ضد أوكرانيا ستكون "محتملة إذا استمر العنف"، معربا عن صدمة الاتحاد لأعمال العنف الأخيرة.

وقد أثارت الأزمة التي اندلعت في أوكرانيا بعد أن امتنع الرئيس يانوكوفيتش عن توقيع اتفاق للتجارة مع الاتحاد الأوروبي لصالح توثيق العلاقة الاقتصادية مع روسيا، ردود فعل دولية متباينة.

وقالت فرنسا على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس الجمعة إنها ستستدعي السفير الأوكراني في باريس بسبب ما وصفته بالعنف الذي وقع أخيرا في كييف، حيث أعرب فابيوس عن "قلقه واستيائه" من الوضع في أوكرانيا.

وصرح المسؤول الفرنسي لتلفزيون "إي تيلي" اليوم بقوله "أصدرت توجيها إلى وزارة الخارجية لاستدعاء السفير الأوكراني في مبادرة للتعبير عن إدانة فرنسا".

‪‬ المتظاهرون يحتلون منذ نوفمبر/تشرين الثاني وسط العاصمة كييفالمتظاهرون يحتلون منذ نوفمبر/تشرين الثاني وسط العاصمة كييف(رويترز)
‪‬ المتظاهرون يحتلون منذ نوفمبر/تشرين الثاني وسط العاصمة كييفالمتظاهرون يحتلون منذ نوفمبر/تشرين الثاني وسط العاصمة كييف(رويترز)

كما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شوفر اليوم أن بلاده استدعت سفير أوكرانيا لدى برلين لتطالب الحكومة الأوكرانية بوقف استخدام العنف ضد المحتجين.

ونقلت وكالة رويترز عن شوفر قوله إن الغرض من الاستدعاء هو توضيح موقف الحكومة للممثل الرسمي لأوكرانيا في ألمانيا، مضيفا أن برلين تطالب بإنهاء العنف وإعادة النظر في تشريع مناهض للمتظاهرين.

سيطرة
ويسيطر المحتجون على أجزاء مهمة من وسط العاصمة كييف بما في ذلك ساحة الاستقلال، واحتل المتظاهرون المبنى الرئيسي لوزارة الزراعة ووضعوا حواجز في طرق قريبة من مقر الرئاسة، بينما توعد قادة المعارضة بتوسيع الميادين لتشمل البلدات والمدن المجاورة، وذلك بعد أن هاجم متظاهرون مباني حكومية في العديد من المدن أمس الخميس.

وقال المحتجون إنهم يسعون من وراء هذه الخطوات إلى شل مرافق الإدارة في خطوة تصعيدية للاحتجاجات، وقد سبق ذلك احتلال المتظاهرين مبنى المكتب الإقليمي للحكومة في محافظة لفيف غرب البلاد، ومنعوا الموظفين من دخوله.

وتشهد كييف -التي يحتل متظاهرون منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني وسطها بعد تراجع السلطة عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي- منذ الأحد صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن سقوط خمسة قتلى.

المصدر : الجزيرة + وكالات