معارضة أوكرانيا تمهل الرئيس وروسيا ترفض التدخل

المواجهات اندلعت بعد سن قوانين تحد من التظاهر وبعد محاولة المحتجين الوصول إلى مبنى رئاسة الوزراء والبرلمان
undefined
 
تعيش أوكرانيا حالة من الترقب مع اقتراب انتهاء مهلة 24 ساعة التي وضعتها المعارضة أمام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش لتنفيذ مطالب المحتجين، في حين أكدت روسيا أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وانتقدت بالمقابل "تجرؤ" عدد من السفراء الغربيين بكييف على ذلك.
 
وقال مراسل الجزيرة بكييف ناصر البدري إن العاصمة عرفت هدوءا حذرا خلال الليلة الماضية، تخللته بعض المناوشات في الطريق المؤدي إلى البرلمان، وأوضح أن أنصار المعارضة ينتظرون انتهاء مهلة 24 ساعة.

وأشار إلى أن المعارضة تعتزم في حال انقضاء المهلة دون الحصول على رد من الرئاسة، اللجوء في مرحلة أولى إلى السير باتجاه المقار الحكومية ومحاصرتها، وخاصة مبنيي الحكومة والبرلمان، على أن تلي ذلك دعوات للإضراب في بعض القطاعات الحساسة بهدف زيادة الضغط على السلطات.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل خمسة أشخاص وإصابة المئات نتيجة هجوم شنته قوات الأمن على المعتصمين بميدان الاستقلال الرافضين لتفضيل يانوكوفيتش التقارب مع روسيا على اتفاق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والناقمين أيضا على قانون يحظر التظاهر أقره الرئيس الأسبوع الماضي.

وألقى زعيم المعارضة فيتالي كليتشكو باللوم على الحكومة في تصاعد أعمال العنف. وقال في مقال نشر اليوم بصحيفة "بيلد" إن "محاولات الرئيس تحميل المعارضة مسؤولية الفوضى ستبوء بالفشل".

وأضاف "الشعب يعرف جيدا أنه وحده المسؤول، وأنه أقر بنفسه تلك القوانين التي لا تصدق" في إشارة إلى إجراءات تم طرحها الأسبوع الماضي تمنح السلطات مزيدا من الصلاحيات وصفها المحتجون وجماعات حقوقية بأنها تهدف إلى تضييق الخناق على المعارضة.

كليتشكو (يمين) أكد أن إنهاء الأزمة يمر عبر الدعوة لانتخابات مبكرة (أسوشيتد برس)
كليتشكو (يمين) أكد أن إنهاء الأزمة يمر عبر الدعوة لانتخابات مبكرة (أسوشيتد برس)

فشل المحادثات
ولم تسفر المحادثات التي جمعت الرئيس الأوكراني بعدد من قادة المعارضة مساء أمس الأربعاء عن جديد، وقال كليتشكو -الملاكم الذي تحول إلى سياسي وبات من زعماء المعارضة- أمام آلاف المحتجين في ميدان الاستقلال إنه لم تكن هناك استجابة من يانوكوفيتش لمطالبهم خلال المحادثات التي استمرت ثلاث ساعات.

وحث المتظاهرين على البقاء والدفاع عن الميدان وطالب الشرطة بالانضمام إلى المتظاهرين، وأضاف وسط صيحات التأييد من المحتجين "إذا لم يستجب الرئيس.. فسنكون في موقف الهجوم"، وقال إن يانوكوفيتش قادر على إنهاء الأزمة من دون أعمال عنف من خلال الدعوة إلى انتخابات مبكرة.

من جهته، أمهل أرسيني ياتسينيوك المقرب من رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو، السلطة "24 ساعة" لتجنب حصول "حمام دم"، ودعا إلى "الحفاظ على حياة جميع الموجودين في الميدان" ساحة الاستقلال. وأضاف "ما زال هناك 24 ساعة أمام سلوك هذه الطريق".

وأعلن أنه "إذا لم يتم اختيار هذه الطريق، سأقول لنفسي: لن أعيش في الذل. سنسير جميعا إلى الأمام، حتى ولو أن النتيجة ستكون رصاصة في الرأس".

موقف روسيا
وفي موسكو، أكد دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي إن بلاده لن تتدخل في أوكرانيا، وقال في حديث لصحيفة محلية نشر اليوم "لا أعتقد أننا نملك الحق في التدخل في شؤون داخلية لأوكرانيا بأي وسيلة كانت، إنه أمر غير مقبول تماما لنا أن نتدخل في الشؤون الداخلية".

وأوضح بيسكوف أن سلطات بلاده تدرك أن كييف تعرف كيف ستتصرف مع الوضع الحالي من أجل استعادة الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها.

كما انتقد "التدخل الأجنبي الواضح" في أوكرانيا، وقال إنه لا يفهم كيف يطالب سفراء غربيون في كييف السلطات بانتهاج سياسة معينة والإقدام على اتخاذ إجراءات محددة للتعامل مع الأوضاع الراهنة.

المصدر : الجزيرة + وكالات