واشنطن ترفع جزئيا عقوباتها على إيران
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رفع جزء من العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، وذلك بعد التأكد من التزام طهران بـالاتفاق النووي المؤقت الذي أبرمته مع القوى الكبرى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالتزامن مع خطوة مماثلة أعلنها الاتحاد الأوروبي.
ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي الالتزام الإيراني بـ"فرصة غير مسبوقة" لتخفيف الهواجس الدولية، موضحة أن وزير الخارجية جون كيري قرر على الفور رفع قسم من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وأشارت بساكي إلى أن اتفاق إيران -الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم ويستمر ستة أشهر- سيمهد الطريق لمفاوضات بشأن اتفاق طويل الأجل لاحتواء برنامج إيران النووي، مؤكدة أن المفاوضات ستكون "أكثر تعقيدا".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته يوم الاثنين، إن ما خلصت إليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن امتثال إيران وإفساح مجال أكبر أمام الوكالة لتفقد المنشآت الإيرانية "يزيد ثقتنا بأن إيران لا تستطيع إنتاج سلاح نووي دون معرفة بقية العالم مسبقا".
من جانبه أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن بلاده ستواصل التنفيذ "النشط" للعقوبات التي ستظل قائمة طول الأشهر الستة.
طبيعة العقوبات
وبموجب القرار الأميركي، يتم تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مجالات صادرات النفط وتجارة المعادن النفيسة وخدمات السيارات.
ويسمح كذلك للدول الست التي تشتري النفط الإيراني في الوقت الراهن بمواصلة الشراء بالمستويات الحالية طيلة مدة الاتفاق وهي ستة أشهر.
كما تسمح واشنطن لطهران بالحصول على إيرادات نفطية مجمدة في الخارج قيمتها 4.2 مليارات دولار على دفعات في إطار جدول محدد على مدى فترة الاتفاق المؤقت.
واتخذت واشنطن أيضا خطوات لتعليق عقوبات مفروضة على أفراد غير أميركيين شاركوا في صفقات لتصدير البتروكيماويات الإيرانية.
خطوة أوروبية
وجاءت الخطوة الأميركية بالتزامن مع خطوة مماثلة اتخذها الاتحاد الأوروبي في اليوم الأول من تنفيذ إيران للاتفاق النووي الذي دخل أمس الاثنين حيز التنفيذ.
وشمل القرار الأوروبي إجراءات، منها تخفيف القيود على التجارة في البتروكيماويات والمعادن النفيسة والتأمين على شحنات النفط.
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن ثمة حاجة إلى مزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق دائم مع إيران.
واعتبرت آشتون الالتزام الإيراني بأنه "خطوة أولى مهمة"، ولكنها أشارت إلى الحاجة للتعامل مع المسائل التي تثير قلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بـ"الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الإيراني".
وأوضحت آشتون -التي تمثل القوى الكبرى المعروفة باسم مجموعة "5+1″، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا- أن المجموعة ستجتمع اليوم الثلاثاء بشأن الخطوات المقبلة بهدف استئناف المفاوضات مع إيران في فبراير/شباط المقبل.
بدورها، توقعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بساكي أن تكون المفاوضات مع إيران بشأن الاتفاق الدائم "أكثر تعقيدا".
الاتفاق المرحلي
وكانت الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة أكدت أمس الاثنين أن إيران بدأت تنفيذ أولى خطوات الاتفاق النووي المرحلي، فعلقت جزءا من أنشطتها النووية، وأفادت مصادر دبلوماسية غربية بأن كل شيء يسير وفق المخطط، وأن إيران نفذت جميع المطالب المنصوص عليها في مضمون الاتفاق.
وأشار تقرير للوكالة الذرية إلى أن طهران بدأت بالفعل تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، استنادا إلى اتفاق جنيف النووي القاضي بأن تشرع إيران في تحويل نصف مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى أكسيد يورانيوم.
بدورها، أكدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أنها علقت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في موقعي نطنز وفوردو, وأنها بدأت بتحويل نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسب مرتفعة إلى أكسيد اليورانيوم.
وأضافت الهيئة أن ثلاثة فرق من المراقبين الدوليين موجودة في منشأتي فوردو ونطنز ومفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل, للتأكد من تنفيذ إيران بنود اتفاق جنيف النووي.