أفريقيا الوسطى تنتخب رئيسا انتقاليا الاثنين

A supporter of Central African Republic's presidential candidate Emile Gros Raymond Nakombo takes part in a rally near the parliament in Bangui on January 17, 2014. The UN has warned that bloodshed in the Central African Republic could turn into genocide as horrors continue to unfold in the country where parliament is preparing to choose a new leader. AFP PHOTO / ERIC FEFERBERG
undefined

بدأت أفريقيا الوسطى الجمعة استعداداتها لانتخاب رئيس انتقالي جديد يوم الاثنين، في ظل ما تشهده البلاد من اضطراب أمني وأعمال عنف دامية أدت إلى سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف، وسط تفاؤل فرنسي حذر بتحسّن الوضع الأمني "الهش"، وتلويح أوروبي باحتمال إرسال قوات حفظ سلام أممية.

ويفترض أن ينتخب المجلس الوطني الانتقالي (البرلمان الانتقالي) بعد يومين رئيسا انتقاليا جديدا تتمثل مهمته في وقف انهيار البلاد.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينيتش) من اليوم السبت ستكون موعدا لنهاية مهلة الترشيح التي بدأت صباح الجمعة على أن يدرس المجلس الانتقالي الملفات ثم يعلن أسماء المرشحين الأحد، ليتم الانتخاب الاثنين.

وحدد المجلس الانتقالي معايير صارمة لانتخاب الرئيس الجديد تقصي كل الذين مارسوا مسؤوليات سياسية خلال رئاسة الرئيس الانتقالي المستقيل ميشال جوتوديا المنتمي إلى تحالف سيليكا، الذي أطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزي في مارس/آذار الماضي، وستشمل هذه المعايير أيضا رؤساء الأحزاب السياسية والعسكريين.

وقد اضطر جوتوديا إلى الاستقالة في 11 يناير/ كانون الثاني نزولا عند ضغط قادة دول وسط أفريقيا بدعم فرنسا، الذين نفد صبرهم على عجزه عن وضع حد للمذابح الدينية في بلاده.

‪1600 جندي فرنسي ينتشرون منذ أكثر من شهر في أفريقيا الوسطى‬ 1600 جندي فرنسي ينتشرون منذ أكثر من شهر في أفريقيا الوسطى (الفرنسية-أرشيف)
‪1600 جندي فرنسي ينتشرون منذ أكثر من شهر في أفريقيا الوسطى‬ 1600 جندي فرنسي ينتشرون منذ أكثر من شهر في أفريقيا الوسطى (الفرنسية-أرشيف)

رئيس مؤقت
وسيحل الرئيس المؤقت محل الرئيس المكلف ألكسندر فردينان نغيندت الذي تولى مهامه بتكليف من المحكمة الدستورية خلفا للرئيس المستقيل قبل أيام.

وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعد سيطرة متمردي حركة سيليكا -ومعظمهم من المسلمين- على السلطة منذ نحو عشرة أشهر بعد الإطاحة بنظام الرئيس بوزيزي، وما تبع ذلك من حوادث عنف أسفرت عن سقوط مئات من القتلى وتشريد مئات الآلاف في هذا البلد البالغ عدد سكانه 4.5 ملايين نسمة.

وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي تصاعد العنف بعد أن شنت المليشيات المسيحية هجمات انتقامية على قوات سيليكا، مما أثار المخاوف من انتشار الصراع في جميع أنحاء البلاد.

وقال دبلوماسي غربي إن الشركاء الغربيين والأفارقة في بانغي يرون أن الرئيس المنتخب يجب أن يكون "رئيسا فنيا" وأن يتحرك بشكل طارئ.

وفي باريس اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الوضع في أفريقيا الوسطى في تحسن لكنه ما زال هشا، قائلا أثناء تقديمه تهانئه بالسنة الجديدة للسلك الدبلوماسي إنه "منذ شهر لم تتوقف كل المعارك، لكن هناك شيئا من الهدوء مع مرور المساعدة الإنسانية".

أعمال العنف أدت إلى سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف (الفرنسية)
أعمال العنف أدت إلى سقوط مئات القتلى وتشريد مئات الآلاف (الفرنسية)

تفويض أممي
وينتشر 1600 جندي فرنسي منذ أكثر من شهر في أفريقيا الوسطى في إطار تفويض من الأمم المتحدة في محاولة لإرساء الاستقرار في هذا البلد التي يشهد أعمال عنف دامية.

يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبرت فيه مسؤولة المساعدات بـالاتحاد الأوروبي كريستالينا جورجيفا، أنه مازال من الممكن إنقاذ جمهورية أفريقيا الوسطى من أن تصبح دولة فاشلة أخرى مثل الصومال.

وأشارت إلى أنه من "المحتمل أن يتطلب الأمر  إرسال الأمم المتحدة عملية حفظ سلام كبيرة".

ونقلت وكالة رويترز عن جورجيفا قولها إنه "لا بد من بحث خيار قيام الأمم المتحدة بعملية لحفظ السلام بشكل جدي جدا، معتبرة أن إمكانية الوصول إلى حل أفريقي صعبة بسبب "العلاقات المعقدة بين تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى".

وأكدت المسؤولة الأوروبية أن "أفريقيا الوسطى في وضع سيئ ولكنها لَمّا تكن مثل الصومال وليست أرضا للقاعدة أو حركة الشباب أو بوكو حرام"، متابعة "نعمل الآن حتى لا تتحول إلى إحدى تلك المناطق ولكن ذلك سيتطلب جهدا قويا جدا".

المصدر : وكالات