تنديد دولي بالهجوم على مركز تجاري بكينيا

ندد مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات" بالهجوم الذي شنه مسلحون أمس على مركز تجاري في العاصمة الكينية نيروبي وقتل فيه ما لا يقل عن أربعين بينهم غربيون بينما أصيب 150، كما شجبت واشنطن ولندن وباريس في بيانات منفصلة هذا الهجوم، الذي ظل مستمرا حتى صباح اليوم الأحد وتبنته حركة الشباب المجاهدين الصومالية.

وقالت مصادر أمنية كينية إن عددا من المسلحين المشاركين في الهجوم لا يزالون حتى الساعات الأولى من صباح اليوم يحتجزون أشخاصا داخل مواقع مختلفة في مركز "ويست غيت" التجاري الفخم في نيروبي المؤلف من أربعة طوابق.

وكانت تلك المصادر أكدت في وقت سابق أن نحو عشرة مسلحين ملثمين اقتحموا المجمع وفتحوا النار وأطلقوا قنابل يدوية.

وقتل فرنسيان وبريطانيان, بينما قالت الخارجية الأميركية بعد ساعات على بدء الهجوم إن هناك تقارير عن إصابة أميركيين.

وتبنت حركة الشباب المجاهدين الهجوم في اتصال هاتفي مع الجزيرة, وقالت إنه رد على التدخل العسكري الكيني في الصومال. كما تبنت الحركة في تغريدات على موقع تويتر, ثم في بيان للمتحدث باسمها شيخ محمد علي راغي، الهجوم الذي وصفته كينيا ودول غربية بالإرهابي.

عناصر أمنية كينية داخل المركز (الفرنسية)
عناصر أمنية كينية داخل المركز (الفرنسية)

تفاصيل الهجوم
وقال مسؤول أمني كيني في الساعات الأولى من صباح اليوم إن قوات الأمن لا تزال تحاصر مركز التسوق في محاولة لقتل المسلحين وتحرير الرهائن, مشيرا إلى أنه وقعت محاصرتهم في جناح بأحد طوابق المبنى. وكان المسلحون قد اقتحموا المركز ملثمين قبل هذا الإعلان بـ12 ساعة.

وافتتح مركز "ويست غيت مول" التجاري عام 2007، وهو قريب من المكتب المحلي للأمم المتحدة، ويضم مطاعم ومقاهي ومصارف ومركز تسوق كبيرا, وقاعات سينما تجتذب آلاف الأشخاص يوميا، ويرتاده عادة الكينيون الأثرياء والأجانب في نهاية الأسبوع.

ووفقا لشهادات أشخاص تمكنوا من الخروج من المركز, فإن المهاجمين فتحوا النار وألقوا قنابل يدوية على المتسوقين.

وقال المركز الوطني لعمليات الكوارث في كينيا إنه لا يستطيع تحديد عدد التجار والعاملين الذين ظلوا محتجزين في المركز. وتتولى قوات الأمن الكينية حصار المركز بمساعدة عناصر مسلحة من أمن سفارات غربية في نيروبي، وفقا لمراسلين.

وبعد بدء الهجوم بساعات, قالت حركة الشباب المجاهدين على تويتر إنها لن تتفاوض مطلقا مع السلطات الكينية, وأعلنت لاحقا أن مسلحيها قتلوا "مائة كافر كيني", وقد أغلق حساب الحركة على تويتر الليلة الماضية.

وأكد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في خطاب للشعب أن من بين القتلى أفرادا من عائلته, ووصف الهجوم بالجبان, قائلا إن بلاده ستتغلب على "الإرهابيين" مثلما تغلبت عليهم من قبل.

حركة الشباب قالت إنها حذرت مرارا الحكومة الكينية من عواقب عدم سحب قواتها من الصومال لكنها لم تستجب لتلك الدعوات

وكانت الرئاسة الكينية ذكرت أمس أن مسلحا شارك في الهجوم توفي متأثرا بإصابته بطلقات نارية بعد قليل من نجاح قوات الأمن في اعتقاله.

ويعد هذا الهجوم الأعنف منذ التفجيرات التي استهدفت السفارة الأميركية في نيروبي عام 1998, وأوقعت أكثر من 200 قتيل.

تحذير فتنفيذ
وقالت حركة الشباب المجاهدين في إحدى التغريدات على حسابها في تويتر قبل غلقه إنها حذرت مرارا كينيا من عواقب استمرار قواتها في الصومال التي دخلتها عام 2011.

وقالت أيضا "لقد خضنا منذ فترة طويلة حربا ضد الكينيين في أرضنا، وحان الوقت الآن لنقل وتغيير أرض المعركة لنأخذ الحرب إلى أرضهم".

وأكدت الحركة أن كينيا تلقت تحذيرات متكررة لسحب قواتها من الصومال أو مواجهة "عواقب وخيمة، ورغم ذلك أصمت الحكومة الكينية آذانها عن تحذيراتنا المتكررة وواصلت قتل المسلمين الأبرياء في الصومال".

يشار إلى أن القوات الكينية دخلت عام 2011 جنوب الصومال عبر الحدود المشتركة, وباتت منخرطة ضمن قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة التي تساعد القوات الصومالية على فرض الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات