بدء محاكمة معارضين لبوتين
بدأت الخميس محاكمة اثني عشر معارضا أمام محكمة بموسكو، قد يصل الحكم عليهم إلى السجن ثماني سنوات، بسبب صدامات في تظاهرة احتجاج على تنصيب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا قبل عام، في حين قرر المعارض البارز وبطل الشطرنج العالمي السابق غاري كاسباروف البقاء في الخارج.
وأُحضر عشرة من المتهمين -هم الموقوفون منهم- إلى قاعة المحكمة في قفص زجاجي مضاد للرصاص، في حين جلس المتهمان الباقيان الخاضعان للمراقبة على مقعد في محاكمة تعتبرها المعارضة رمزا للقمع.
وتشمل القضية المعروفة بـ"قضية بولوتنايا" حوالى ثلاثين شخصا، وهي تحمل اسم الساحة الواقعة في وسط موسكو، حيث دارت أعمال عنف خلال التظاهرة التي جرت في السادس من مايو/أيار 2012 احتجاجا على عودة بوتين إلى الرئاسة.
ويواجه معظم المتهمين -وهم مواطنون عاديون لا ينتمون إلى أي حركة سياسية- تهمة المشاركة في اضطرابات كبرى، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن ثماني سنوات، وبارتكاب أعمال عنف بحق ممثلين عن قوى الأمن، وحقها خمس سنوات.
ويواجه ثلاثة متظاهرين آخرين -وهم قيد الحجز الاحتياطي- تهمة "المشاركة في اضطرابات كبرى"، في حين تواجه ماريا بارونوفا (29 عاما) التي وضعت قيد الإقامة الجبرية تهمة "التحريض على اضطرابات كبرى" وتواجه عقوبة السجن سنتين.
وبحسب النيابة، فإن 82 شرطيا أصيبوا خلال مواجهات لا تزال أسبابها مثيرة للجدل، إذ تتهم المعارضة قوات الأمن بإثارة الصدامات لتبرير الحملة ضد المحتجين.
تظاهر وانتقاد
في هذه الأثناء، يتظاهر عشرات من ناشطي المعارضة أمام المحكمة الخميس وهم يرفعون لافتات تحمل صور "سجناء"، مطالبين بإطلاق سراحهم.
وقالت الناشطة في لجنة لدعم الموقوفين ماريا أرخيبوفا "إنها محاكمة يراد منها أن تكون نموذجا. إنها قضية سياسية"، وقالت منظمة ميموريا غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان إنها تعتبر المتظاهرين الموقوفين "سجناء سياسيين".
وقال المنشق السابق الكسندر بودرابينك لوكالة الأنباء الفرنسية "إنها محاكمة تشكل رمزا، تعيدنا إلى الوراء إلى حقبة القمع المنهجي ضد معارضي النظام". وأضاف هذا المدافع عن حقوق الإنسان أن "السلطات تريد وقف التظاهرات وترهيب المنظمين والمشاركين أيضا".
يشار إلى أن رئيس الجبهة اليسارية الروسية سيرغي أودالتسوف قد وضع قيد الإقامة الجبرية، وهو ملاحق بتهمة "تنظيم اضطرابات كبرى"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن عشر سنوات.
كما حكم على شخصين آخرين أحدهما مقرب سابق من زعيم جبهة اليسار في قضية بولوتنايا بالسجن أربع سنوات ونصف سنة وسنتين ونصف سنة. وقد أقر كلاهما بذنبه.
كساباروف
من ناحيته، أعلن المعارض الروسي وبطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف من جنيف أنه لن يعود إلى روسيا خشية أن يلاحق، بحسب شريط فيديو نشر على موقعه الإلكتروني.
وقال كاسباروف في جنيف -حيث تسلم الأربعاء جائزة مكافأة على التزامه بحقوق الإنسان- إنه إذا عاد إلى موسكو، فإنه يخشى جديا عدم السماح له مجددا بالخروج من البلاد.
وكتب كاسباروف على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "إضافة اسم على لائحة الضحايا لن يؤدي إلى شيء جيد"، موضحا أنه استدعي من قبل المحققين.
ونقلت صحيفة موسكو تايمز عن احد المقربين منه القول إن كاسباروف استدعي من قبل المحققين الروس كشاهد في إطار التحقيق حول تظاهرة 6 مايو/أيار 2012 في ساحة بولوتنايا التي شارك فيها.