نشر باتريوت بطوكيو لمواجهة بيونغ يانغ
نشرت اليابان صواريخ باتريوت بالعاصمة طوكيو للتصدي لأي صاروخ قد تطلقه كوريا الشمالية التي تهدد الأرخبيل، وبينما حذرت روسيا من أن نشوب صراع في شبه الجزيرة الكورية يسبب دمارا يفوق كارثة تشرنوبل النووية، اعتبرت الأمم المتحدة إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية أخرى "استفزازا" في وقت نفت فيه سول إجراء هذه التجربة.
وكان وزير الدفاع الياباني أتسونوري أونوديرا الاثنين أكد نصب صواريخ باتريوت بجزيرة أوكيناوا (جنوب) "بشكل دائم". وأوضح أن أوكيناوا هي "المكان الأنسب للرد على أي عمل طارئ".
أما رئيس الوزراء شنزو آبي فطالب بفرض عقوبات أممية جديدة على بيونغ يانغ، وتعهد بالتنسيق مع حلفائه بالرد بالشكل المناسب على "استفزازات" بيونغ يانغ.
وكذلك أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاثنين أن قوات الدفاع الذاتي -وهو الاسم الذي يطلق على الجيش الياباني- أُمرت بتدمير أي صاروخ كوري شمالي من شأنه أن يهدد الأراضي اليابانية.
وأضاف أن طوكيو نشرت بالإضافة إلى بطاريات باتريوت، مدمرات مجهزة بنظام اعتراض في بحر اليابان (يطلق عليه الكوريون اسم بحر الشرق).
وترجح تقارير مخابراتية أن تكون بيونغ يانغ جهزت صاروخين قصيريْ المدى على ساحلها الشرقي، وتخطط لإجراء تجربة صاروخية قبل منتصف الشهر الجاري احتفالا بعيد مؤسسها الأول "كيم إيل سونغ".
تحذيرات
من جانبه حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنه إذا وقع أمر ما "فإن كارثة تشرنوبل ستبدو كقصة خيالية للأطفال مقارنة به" وحث الجميع على الهدوء والبدء في حل المشكلات التي تراكمت سنوات عديدة هناك على طاولة التفاوض.
ووقعت كارثة تشرنوبل بأوكرانيا في أبريل/نيسان 1986 لتصبح أسوأ كارثة نووية بالتاريخ عندما انفجر أحد المفاعلات خلال تجربة على السلامة.
وتلوثت بالإشعاع مناطق شاسعة بأوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا المجاورتين، وانتشر الغبار المشع أيضا في أنحاء بغربي أوروبا.
بدوره حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كوريا الشمالية من أن إجراء تجربة نووية أخرى سيكون إجراء استفزازيا وانتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 2094.
وأضاف في مؤتمر صحفي في لاهاي أنه لا يمكن أن تستمر بيونغ يانغ بهذه الطريقة في مواجهة وتحدي مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
في هذه الأثناء نفت أمس وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية أن تكون بيونغ يانغ على وشك إجراء تجربة نووية جديدة، وقالت إن التحركات التي رصدت بشأن موقع نووي بكوريا الشمالية روتينية وذلك في تعارض مع تصريحات حكومية سابقة.
وقال متحدث بوزارة الدفاع "لم نجد تحركات غير معتادة تدل على أن كوريا الشمالية تريد إجراء تجربة نووية".
وكان وزير الوحدة بكوريا الجنوبية ريو كيهي غاي قال أمام لجنة برلمانية "لا يسعني إلا أن أقول إن هناك مؤشرات تشير إلى تجربة نووية وشيكة". ولم يذكر الوزير تفاصيل.
وأثارت تصريحات كوريا الشمالية قلق حليفتها الصين، ووجه زعماء في بكين انتقادات نادرة للشمال وقالوا الأيام القليلة الماضية إنهم لن يتحملوا أي "إثارة مشاكل" أخرى على حدودهم.
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية اليوم إن بكين تريد سلاما منزوع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية، وأضاف أن العمل على تحقيق ذلك مسؤولية كل الأطراف.
تعليق
من جهة أخرى أعلنت كوريا الشمالية أمس أنها تسحب عمالها من منطقة كيسونغ الصناعية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وستعلق كل العمليات فيها بشكل مؤقت.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن سكرتير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم أنه "أصبح من المستحيل أن تعمل المنطقة كالمعتاد نظرا لأفعال كوريا الجنوبية المستهترة والعدائية".
وكانت كوريا الشمالية قد منعت عمال كوريا الجنوبية الأربعاء الماضي من دخول المجمع وسمحت للعمال بالمغادرة فقط إذا أرادوا. ويعتقد أنه ما زال هناك نحو خمسمائة عامل جنوبي بالمجمع. ويعمل أكثر من خمسين ألف شمالي لصالح 123 شركة جنوبية بالمجمع الذي يعد أحد المصادر النادرة للنقد الأجنبي للدولة الشيوعية.
ووفقا لوزارة التوحيد بكوريا الجنوبية، فإن 13 مصنعا أوقفت العمليات في كايسونغ بسبب نقص المواد الخام. ويعد هذا أول توقف للعمل بالمشروع منذ بدء الإنتاج فيه عام 2004.