مظاهرات يابانية ضد المفاعلات النووية

TOK163 - Tokyo, Tokyo, JAPAN : Anti nuclear protestors hold placards at an anti nuclear rally in Tokyo on March 9, 2013. Thousands of anti-nuclear demonstrators rallied in Tokyo on March 9 ahead of the second anniversary of the March 11, 2011 earthquake and tsunami disaster, urging Japan's new government to abandon nuclear power. AFP PHOTO / Rie ISHII
undefined

تظاهر آلاف اليابانيين في العاصمة اليابانية طوكيو اليوم مطالبين بسرعة التخلي عن الطاقة النووية، وذلك قبل يومين من إحياء ذكرى التسونامي الذي اجتاح منطقة توهوكو وأوقع حوالي 19 ألف قتيل قبل سنتين.

وتجمع المتظاهرون -وفيهم عدد من سكان منطقة فوكوشيما شمال شرق اليابان، وشخصيات بينها حائز نوبل للآداب كينززابوري أوي- أولاً في حديقة بوسط العاصمة، وساروا بعد ذلك في شوارع طوكيو لدعوة رئيس الوزراء شينزو أبي إلى تفكيك كل المحطات النووية في البلاد.

وجاءت مظاهرات اليوم قبل إحياء ذكرى التسونامي بعد غد الاثنين، حيث ستجرى مراسم عدة بهذه المناسبة على السواحل التي اجتاحتها المياه، وكذلك في العاصمة طوكيو حيث سيترأس الحفلَ رئيسُ الحكومة شينزو أبي.

وستدوي صفارات الإنذار وأبواق الإنذار البحرية في تمام الساعة 14.46، وهو الوقت نفس الوقت الذي ضرب فيها زلزال -بقوة تسع درجات على مقياس ريختر- أعماق المحيط الهادئ، على مسافة بضع عشرات من الكيلومترات من سواحل شمال شرق اليابان.

وبعد أقل من ساعة، اجتاحت الساحلَ موجةٌ هائلة تجاوز علوها عشرين مترا في بعض المواقع، فجرفت كل ما كان في طريقها، ودمرت المرافئ والمنازل والمدارس والمصانع، دون أن تترك أثرا للحياة خلفها.

وفي محطة فوكوشيما داييتشي النووية، تعطلت أنظمة التبريد على إثر الصدمة، وارتفعت حرارة المفاعلات متسببة في حادث بالغ الخطورة هو الأخطر منذ حادث تشيرنوبيل قبل 25 عاما من ذلك التاريخ.

‪كينززابوري الفائز بجائزة نوبل يشارك في مظاهرة بطوكيو‬ (الفرنسية)
‪كينززابوري الفائز بجائزة نوبل يشارك في مظاهرة بطوكيو‬ (الفرنسية)

مخاطر
ولا يزال السجال محتدما حول تأثير الإشعاعات على صحة سكان السواحل، وقد حركته قبل أيام قليلة من جديد دراسة أصدرتها منظمة الصحة العالمية، وأكدت فيها أنه لم يتم تسجيل أي زيادة للمخاطر في مسافة ما بعد عشرين كلم حول المحطة. أما داخل دائرة 20 كلم، فإن مخاطر الإصابة فيها بسرطان في وقت لاحق من العمر تقتصر على الذين تعرضوا للإشعاعات وهم أطفال رضع.

ولا تزال بعض المناطق غير قابلة للسكن، ولم يتمكن معظم الذين تم إجلاؤهم إثر الحادث النووي من العودة إلى منازلهم، وكذلك مئات الآلاف من المنكوبين الذين أتى التسونامي على مساكنهم.

ولا يزال أكثر من 315 ألف لاجئ يقيمون في مساكن مؤقتة، سواء عند أقرباء أو في منازل شيدت على وجه السرعة. والذين غادروا المنطقة يترددون أحيانا في العودة إليها، وتعاني مناطق توهوكو المنكوبة من نقص في اليد العاملة.

ويرى بعض المنكوبين أن السلطات تناستهم، فيما يعتبر آخرون مشاريع الحكومة لإعادة تشغيل المفاعلات النووية -التي توقفت منها 48 من أصل 50 تعدها اليابان بسبب تدابير أمنية جديدة فرضت بعد الحادث- بمثابة إهانة لهم.

‪يابانيون يضعون إكليلا من الزهور على نصب للضحايا‬ (الفرنسية)
‪يابانيون يضعون إكليلا من الزهور على نصب للضحايا‬ (الفرنسية)

إعمار
وإذا كانت إشعاعات محطة فوكوشيما داييشي لم توقع أي قتلى حتى الآن، فإن الضغط النفسي والصعوبات الكثيرة التي نجمت عن الكارثة على جميع الأصعدة تسببت في وفاة أكثر من 2300 من الناجين، بحسب أرقام رسمية.

وأوقع المد البحري -بحسب الحصيلة الرسمية- 15880 قتيلا، و2694 مفقودا، ودمّر مليون منزل.

وبعد مرور عامين على الكارثة، ما زالت كميات كبيرة من الحطام الذي جرفته المياه تصل إلى السواحل الأميركية في الضفة المقابلة من المحيط الهادئ.

وتم تسخير عدد من الوسائل -منذ وقوع الكارثة- لإعادة إعمار المناطق المنكوبة، وقد رُصدت لهذا الغرض ميزانية عامة طائلة بلغت 19 ألف مليار ين (أكثر من 150 مليار يورو)، يعتزم رئيس الوزراء شينزو أبي زيادتها لتسريع الأشغال.

وأزيل ركام الدمار من القسم الأكبر من المناطق المدمرة، وتم تعبيد الطرقات وإعادة نصب أعمدة كهربائية فيها. وفي بعض البلدات الساحلية التي تكبدت أضرارا جسيمة -مثل كيسينوما وإيشينوماكي- تعود الحياة بشكل تدريجي، وتجري أعمال إعادة الإعمار بشكل نشط.
 
ولا تزال مناطق ساحلية مطمورة تحت جبال من الحطام تراكمت خلال الأشهر التي تلت المد البحري، وتمت معالجة أقل من نصف الركام الإجمالي البالغ حوالي 17 مليون طن، سواء عن طريق حرقه أو تخزينه في مكبات.

المصدر : وكالات