قتلى بالكونغو ودعوة أممية للتدخل
قالت وكالات إغاثية إن ما لا يقل عن سبعين شخصا قتلوا وفر آلاف آخرون من ديارهم بعد أيام من المعارك التي دارت بين المتمردين والقوات الحكومية في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسط دعوات أممية لتشكيل كتيبة للتدخل السريع.
ونقلت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية عن عمال الصليب الأحمر المحلي قولهم إن سبعين شخصا قتلوا، وإن الوضع خطير للغاية.
وأشارت المنسقة الطبية للمنظمة كوري كيك إلى أن مستشفى مليئا بالجرحى المدنيين تعرض للقصف أوائل الأسبوع، وأن بعض المنازل أحرقت.
غير أن مسؤولا محليا أكد أن ما يصل إلى مائتي شخص قتلوا أو فقدوا بعد المعارك، وأن أكثر من 300 منزل تعرضت للتدمير.
وكانت المعارك قد بدأت بين الجيش ومليشيات تحالف الشعب من أجل كونغو حرة ذات سيادة الأسبوع الماضي في بلدة كيتشانغا التي قال الجيش الكونغولي إنه تمكن من طرد مقاتلي المليشيات منها أمس الاثنين.
من جانبها، قالت الأمم المتحدة أمس إن أكثر من عشرة آلاف شخص تجمعوا حتى اليوم خارج قاعدة الأمم المتحدة في كيتشانغا طلبا للحماية من المعارك.
دعوة أممية
في ظل هذه التطورات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن لتعزيز سريع لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال تشكيل كتيبة تدخل سريع، ولكن بعض الدول تساءل عن جدوى تلك القوة.
وقال بان "أدعو المجلس إلى السماح بنشر هذه الكتيبة وتقديم الدعم السياسي الضروري لها"، موضحا أن الوحدة المؤلفة من 2500 عنصر ستكون قادرة على شن عمليات دفاعية ضد المجموعات المسلحة التي تهدد السلام في شرقي جمهوية الكونغو الديمقراطية، حسب تعبيره.
ولكن هذا الطلب واجه بعض الاعتراضات والشكوك من قبل بعض الدول، فبينما أبدت روسيا اعتراضات "مبدئية"، تحدثت الدول التي توفر قوات لعمليات حفظ السلام مثل غوانتيمالا وباكستان، عن مخاطر قيام عمليات انتقامية ضد قوات حفظ السلام.
وأعربت الولايات المتحدة عن شكها في القدرات العسكرية لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وكان سفير الكونغو لدى الأمم المتحدة أنياس غاتا مافيتا قد دعا مجلس الأمن إلى "اتخاذ قرار سريع يسمح بتغيير مهمة بعثة الأمم المتحدة من خلال مهمة أقوى"، والسماح بنشر سريع لكتيبة تدخل "تكون صلاحيتها فرض السلام".
يشار إلى أن الكونغو الديمقراطية شهدت العام الماضي معارك شرسة بين القوات الحكومية ومتمردين ينتمون إلى حركة "إم23" التي ينتمي أغلبهم إلى قبيلة التوتسي.
وكانت الحركة قد اندمجت عام 2009 في جيش الكونغو، ولكنها انفصلت مرة أخرى متهمة كينشاسا بعدم الوفاء بتعهداتها.