خطة أوروبية لاحتواء فضيحة لحوم الخيول
أعلن وزراء الزراعة الأوروبيون خلال اجتماع مساء أمس الأربعاء عن خطة لمواجهة فضيحة احتواء أغذية ومنتجات مجمدة على لحم الخيول سوقت على أساس أنها لحوم أبقار. ويأتي الاجتماع بعد أن اتخذت الفضيحة -التي انكشفت في بريطانيا الأسبوع الماضي- بعدا أوروبيا.
وقال المفوض المكلف بشؤون الصحة والمستهلكين تونيو بورغ في ختام الاجتماع الذي دام ساعة ونصف الساعة في بروكسل، إن خطة ستطرح اعتبارا من الجمعة على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأعرب بورغ عن أمله في أن تجرى هذه السلسلة الأولى من الاختبارات خلال شهر مارس/آذار المقبل، على أن تنشر أولى نتائجها في منتصف أبريل/نيسان.
وإلى جانب 2500 اختبار حمض ريبي عبر كل أوروبا، تقضي الخطة بأن تقوم الدول بحوالي أربعة آلاف عملية رقابة لرصد الوجود المحتمل لمادة مضادة للالتهاب تستخدم للخيل مما يجعل لحمها غير معد للاستهلاك.
كما طلب من المفوضية الأوروبية تسريع أعمالها بشأن وضع الملصقات على المنتجات التي تصنع من لحم البقر للدلالة على منشأها.
ودعا وزير الاستهلاك البريطاني أوين باترسون إلى جانب وزير الزراعة الأيرلندي سايمن كوفني الاتحاد الأوروبي إلى الموافقة على إدراج تحليل الحمض الريبي للأغذية المجمدة.
وقال كوفني "باتت لدينا اليوم تكنولوجيا لفحص الأغذية.. علينا فحصها للتأكد من أن الأطعمة هي بالفعل ما يصرح عليها. وأعتقد أن ذلك سيتم بفحوص للحمض الريبي في أوروبا".
كما اقترح الوزير الفرنسي لشؤون المستهلك بونوا أمون إمكان استخدام إجراء آخر يتمثل في وضع ملصقات تكشف بلد المصدر على المأكولات المصنعة وهو إجراء سارٍ حاليا على اللحوم الطازجة فحسب.
وقال كوفني إن "ما يحصل هنا هو تزوير". وأضاف "البعض يبيعون لحم الخيل القليل الكلفة على أنه لحم بقر. علينا إخراج هذا العنصر من السلسلة الغذائية بسرعة".
ويأتي الاجتماع بعد مداهمة مقار شركتين في بريطانيا يشتبه في تزويدهما لحم الخيل بدلا من لحم البقر، والكشف عن مواد مغشوشة للمرة الأولى في فرنسا، وهي البلد الأوروبي الثاني الأكثر تأثرا بالفضيحة بعد بريطانيا.
مصدر الغش
وسيتكفل مكتب الشرطة الأوروبي (يوروبول) من جهته بتنسيق التحقيقات القضائية التي تجريها دول عدة في الاتحاد الأوروبي لتحديد مصدر الغش الذي أدى إلى استخدام لحم الخيل بدلا من لحم البقر.
من جهته أعلن وزير الزراعة الفرنسي ستيفان لو فول "لا أقول إننا سنسوي مشكلة الغش أو الخديعة انطلاقا من المنشأ، لكننا سنعطي مع التقدم في مجال منشأ اللحوم مجالا أقل للذين يريدون أو يمكنهم أن يغشوا".
وبدوره قال وزير الاستهلاك البريطاني أوين باترسون إنه سيتوجه اعتبارا من مساء الأربعاء إلى مقر يوروبول في لاهاي بهولندا. وأضاف بعد اجتماع بروكسل "لا نعرف بالتحديد ماذا حصل" و"سنذهب إلى عمق الأمور".
وكانت وكالة الأمن الصحي في لندن أعلنت الثلاثاء عن إجراء مداهمات برفقة الشرطة في مسلخ ومصنع في ويلز يفترض أنهما يوفران لحم البقر لصنع الكباب والهامبرغر ويشتبه في تزويدهما لحوم خيل. وتم إغلاق الموقعين ومصادرة جميع محتوياتهما من اللحوم.
وانكشفت القضية الأسبوع الفائت في بريطانيا مع الكشف عن وجود أطباق لازانيا جاهزة من علامة "فيندوس" تحتوي على لحم خيل وكتب عليها أنها "لحم بقر". وهذه المأكولات من صنع شركة وسيطة فرنسية هي كوميغيل.
وقررت سلسلة متاجر كايزر تنغلمان الألمانية سحب لازانيا المجمدة من رفوفها بعد 24 ساعة على قرار مماثل لمتاجر كبرى في سويسرا وهولندا أخيرا وسط تفاقم الغضب في أوروبا.
ونفت كوميغيل -التي تتخذ من شمال شرق فرنسا مقرا لها- أي مسؤولية لها في هذا الأمر، مؤكدة أنها اشترت اللحوم من شركة فرنسية أخرى هي سبانغيرو من خلال فرعها في لوكسمبورغ.
وبدورها أكدت سبانغيرو أنها استوردت لحومها من مسلخين في رومانيا. كما أشارت معلومات إلى مرور اللحوم عبر وسطاء في قبرص وهولندا.
ورفضت رومانيا اتهامها بالمسؤولية، وشدد وزير زراعتها دانيال قسطنطين عند وصوله إلى الاجتماع على أن "جميع لحوم الخيل التي وفرتها الشركات الرومانية للأسواق الأوروبية حملت ملصقات صحيحة".