مظاهرات بأوكرانيا والحكومة تنجو من حجب الثقة
واصل المتظاهرون في أوكرانيا احتجاجاتهم ضد قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تعليق التوقيع على الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي، في حين خرجت مظاهرات أخرى مؤيدة للرئيس وللحكومة التي نجت من حجب الثقة عنها في تصويت برلماني جرى اليوم، بينما اعتذر رئيس الحكومة ميكولا أزاروف عن استخدام حكومته للقوة ضد المتظاهرين.
وتجمع آلاف الأشخاص أمام مقر البرلمان وسط إجراءات أمنية مشددة مطالبين باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، في حين واصل المحتجون غلق الطرق المؤدية إلى الوزارات الرئيسية وسط العاصمة كييف.
وتتواصل الاضطرابات الأمنية في كييف وعدد من المدن الأوكرانية الأخرى منذ 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حينما أعلنت الحكومة تعليق إعداد اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي كان يفترض التوقيع عليها نهاية الأسبوع الماضي.
واجتذبت المظاهرات التي تصاعدت مطلع الأسبوع الجاري عددا يصل إلى 350 ألف محتج احتشدوا ضد قرار يانوكوفيتش. وأغلق المحتجون مبنى الحكومة الرئيسي في محاولة لإسقاط النظام.
وفي المقابل احتشد مؤيدو يانوكوفيتش -الذي توجه اليوم إلى الصين في زيارة رسمية كانت مقررا سابقا- في كييف اليوم تنديدا بما وصفوها "بالمحاولة الانقلابية الفاشية" على الحكم.
وتوعد المشاركون في هذه المظاهرة التي انطلقت من حديقة مارينسكي المجاورة لمبنى البرلمان، بالاستمرار في تظاهرهم إلى أجل غير مسمى.
رفض برلماني
من جانبه رفض البرلمان اليوم مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة كانت المعارضة قدمتها بعد تعليق رئيس البلاد التوقيع على الشراكة التجارية مع أوروبا.
وحصل الاقتراح على 186 صوتا فقط، في حين أن العدد المطلوب هو 226 صوتا.
وكان "حزب الأقاليم" الذي ينتمي إليه الرئيس ويشكل الأغلبية في البرلمان بـ254 مقعدا من إجمالي 444، قد أكد أنه لن يدعم الاقتراح.
وقال رئيس الوزراء ميكولا أزاروف في جلسة البرلمان إن حكومته تأسف لاستخدام الشرطة القوة ضدّ المتظاهرين، ودعا زعماء المعارضة إلى عدم تكرار سيناريو "الثورة البرتقالية" عام 2004.
وكان أزاروف اتهم في وقت سابق المعارضة بالتخطيط للاستيلاء على البرلمان، بينما دعا الرئيس يانوكوفيتش إلى الهدوء، قائلا إن الاحتجاجات يجب أن تكون سلمية وتلتزم بالقانون.
مواقف دولية
وفي أول رد رسمي لروسيا على تلك الاحتجاجات، اتهم الرئيس فلاديمير بوتين أيادي خارجية بالعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد، وقال إن المعارضة تحضر "لمجزرة لا لثورة"، مشيرا إلى أن ما يجري لا صلة له بالعلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
أما الولايات المتحدة فانتقدت ما وصفته بعنف الحكومة الأوكرانية ضد المحتجين، ودعت السلطات إلى احترام حقوق الأوكرانيين في حرية التعبير والتجمع.