جوبا تهدد وتتهم مشار بالإعداد لهجوم جديد
وأفاد مراسل الجزيرة عادل فارس بأن أجواء من الترقب في انتظار الاستجابة الكاملة للهدنة التي دعت لها مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) والتي أعلنت جوبا أمس التزامها بها، في حين طالب مشار بإخضاعها لآلية للإشراف عليها، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
ضغوط دولية وإقليمية
وفي هذه الأثناء، تزداد الضغوط الدولية والإقليمية لإقناع الطرفين المتحاربين بالهدنة والتفاوض. وقال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي بمنطقة القرن الأفريقي أليكس روندوس إن زعماء جنوب السودان يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم ويجتمعوا لإجراء محادثات بدون شروط.
وأضاف روندوس بأنه ينبغي على الجانبين أن "يتوقفا عن إهدار الوقت في وقت تشتعل فيه البلاد وتتأجج المشاعر لحد خطير" وقال إن "التلكؤ في إجراء المحادثات المباشرة استهتار تام".
وقال مسؤول من جنوب السودان إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني سيصل إلى جوبا اليوم الأحد لإجراء محادثات مع سلفاكير.
وكان نائب وزير الخارجية الأوغندي قال أمس إن القتال بجنوب السودان مستمر حاليا بالمناطق الواقعة حول ولايتي جونقلي والوحدة، وأوضح أنهم طالبوا الطرفين بالتوقف عن القتال ودخول محادثات، قائلا "لكن الحرب مازالت مستمرة".
يُذكر أن منظمة إيغاد والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين تبذل مساعي للضغط على الطرفين.
ومع إعلانها الموافقة على وقف النار وتهديدها بالهجوم على بانتيو إذا لم يوافق مشار، اتهمت جوبا نائب الرئيس السابق بتعبئة نحو 25 ألفا من الشباب المسلحين من قبائل النوير لمهاجمة مواقعها بولاية جونقلي.
ونفى موسس رواي لات، المتحدث باسم القوات الموالية لمشار، أن يكون هذا الأخير يحشد أفراد قبيلته النوير، وقال إن قواته تتكون من جنود من قبائل عدة انشقوا عن القوات الحكومية.
وكانت جوبا رحبت بما سمّتها الخطوات العملية لإنهاء الأزمة من خلال مجموعة إيغاد والمجتمع الدولي. وقال جيمس واني إيغا نائب رئيس جنوب السودان إن على القوات الأممية التي بدأت بالوصول إلى البلاد "مراقبة وقف الأعمال العدائية ورصد الاعتداءات على الأبرياء".
ازدحام المستشفيات
وفي الجانب الإنساني، ذكرت أنباء واردة من جوبا أن مستشفيات المدينة تعج بجرحى الاشتباكات والمعارك من المدنيين والعسكريين، ويشتكي الأطباء فيها من قلة الأسِرة والدواء. وقد خلفت المعارك حوالي ألف قتيل حتى الآن.
وقال مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد أن آلاف الفارين من القتال من مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل والمناطق المجاورة لها يتوجهون إلى ولاية النيل الأبيض المتاخمة لأعالي النيل من ناحية الشمال، وقامت حكومة النيل الأبيض بتوفير معسكرات لاستقبال اللاجئين.
وكانت طلائع القوات الإضافية لقوات حفظ السلام الأممية وصلت الجمعة إلى جنوب السودان، بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي على زيادة عدد قوات حفظ السلام هناك لتصبح 12500 جندي و1323 شرطيا.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 122 ألف مدني نزحوا عن ديارهم بالاشتباكات المستمرة منذ 14 يوما، بينهم 63 ألفا لجؤوا إلى القواعد الأممية.